225
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على الصدقة، و استدفاعُ البليّات و الآفات بها.

و راوي الحديث: أبو هريرة، و رواه رافع۱.

۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: صَدَقَةُ السِّرِّ تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ.۲

«السرّ»: خلاف الإعلان، و السرّ: حديث الرجل الّذي يكتمه، و قد مدح اللّه‏ تعالى صدقتَي السرّ و الإعلان كلتيهما، إلاّ أنّه ـ عزّ و جلّ ـ فضّل صدقة السرّ فقال: «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوهَا وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»۳.

و صدقة /۵۷/ الإعلان ممدوحة ؛ ليراها غير المتصدّق فيرغب في مثلها، و تكون داعيةً له إلى ذلك، و ليعلم الناس أنّه يتصدّق و لا يظنّون به ظنّ السوء. و صدقة السرّ أفضل ؛ لمكان أنّها من شوب الرياء و النفاق أبعد، و في طريقة الإخلاص آخذ۴، و بفعل الأخيار۵ أشبه. و «الغَضَب»: فوران دم القلب إرادةَ الانتقام.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتَّقوا /۵۶/ الغَضَبَ ؛ فإنّه جَمرة توقَد في قلب ابن آدم، أ لم تروا إلى انتفاخ أوداجه و حمرة عينيه؟!۶

و الغَضْب: الأحمر الشديد الحمرة يقال: أحمَرُ غَضْبٌ. و إذا وُصف اللّه‏ تعالى به كان المعنى إرادة الانتقام فحَسْبُ.

و معنى الحديث: أنّ الصدقة الّتي يرضى اللّه‏ تعالى بها، و يعفو عن العبد بمكانها، هي

1.. أي رافع بن مكيث ، و كان ممّن شهد الحديبيّة .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۲ و ۹۳ ، ح ۹۹ و ۱۰۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۵۶۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۱۰۴ ؛المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۸۹ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۹۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۳۰ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۴۴۹ ، ح ۶۰۷ ؛ تحف العقول ، ص ۱۰۹ .

3.. البقرة ۲ : ۲۷۱ .

4.. «ألف» : أجدّ .

5.. «ألف» : الإحسان .

6.. المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ، ج ۶ ، ص ۹۶ ؛ المفردات للراغب ، ص ۳۶۱ ؛ الدرّ المنثور للسيوطي ، ج ۵ ، ص ۳۶۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
224

۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّدَقَةُ /۵۵/ تَمنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ.۱

«الموت» عبارة عن فقدان الحياة من البدن، و ليس المرجع به إلى إثبات ذات عند المحصّلين، و «المِيتة» كالرِّكبة و الجِلسة، يقال: مات فلان ميتةً حسنةً، و ميتة السوء كالغرق و الاحتراق و أكل السباع و التردّي و الهدم إلى غير ذلك ـ وقى اللّه‏ منها ـ فأخبر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الصدقة تمنع ذلك كلّه.

و روي عن مالك بن أنس: أنّ امرأةً كان لها ولد صغير، فاحتمله السبُع، فإذا سائل على بابها يسأل، فأعطته رغيفا و جلست، فما كان أسرع من أن دخل ابنها الدار، و نوديت: لقمةٌ بلقمة!۲

و عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: تَباهَتِ الأعمال، فقالت الصدقة: أنا أفضلكنّ!۳

و عن سالم بن أبي الجعد۴: أنّ الصدقة لتدفع سبعين بابا من السوء، و فضل سرّها على علانيتها سبعون، و إنّك إذا تصدّقت تفكّ [عن]لَحيَيْ۵ سبعين شيطانا.۶

و سئل الشيطان۷ عن حاله عند صدقة المؤمن؟ قال: كأنّي اُقطَع نصفين!۸

و معنى الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى يدفع ببركة الصدقة ميتة السوء.

و في حديث: الصدقة تَردّ البلاء.۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۱ و ۹۲ ، ح ۹۷ و ۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۵۰۲ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۱۳۲ ،ح ۲۰۱۱۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۱۷ ، ح ۴۲۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۸ ، ص ۲۰ . ثواب الأعمال ، ص ۱۴۰ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۸۵ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۳۸۷ .

2.. كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۵۴ ، ح ۱۶۰۳۱ مع اختلاف في اللفظ .

3.. إمتاع الأسماع للمقريزي ، ج ۱۱ ، ص ۵۶ .

4.. اسمه رافع الأشجعي مولاهم الكوفي من التابعين . راجع : ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۱۰۹ .

5.. «ألف» : عنك .

6.. إحياء علوم الدين ، ج ۳ ، ص ۴۱۱ .

7.. «ب» : إبليس .

8.. لم نعثر عليه .

9.. عمدة القاري ، ج ۲۳ ، ص ۱۵۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1902
صفحه از 503
پرینت  ارسال به