خلافه الإنكار، و يقال: عرفتُ اللّه، و لا يقال: علمت اللّه ؛ لأنّ علم ذلك يَحتاج إلى استدلال و تفكّر، و اللّه تعالى يعلم ذلك، و لا يقال يَعرف. و قيل: هو مشتقّ من عرفتُ أي أصبتُ عَرْفَهُ و رائحته أو عُرفه و هو حدّه. و لمّا كان الخير۱ له صلاحيّة أن يُعرف فيُرغب۲ في فعله سُمِّيَ «المعروف»، و بالعكس منه المنكر، فمَدَحَ اللّهُ تعالى اُمّة نبيّنا صلىاللهعليهوآله فقال: «تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ»۳.
و «المعروف»: ما يُعرف حسنه بالعقل و الشرع، و كذلك العرف، و خلافه۴ المنكَر و النُّكر، و يعبَّر بالمعروف و العُرف عن الإحسان، و مِن ذلك يقال للاقتصاد /۵۲/في الجود معروفٌ لمّا كان مستحسنا عقلاً و شرعا، قال اللّه۵ تعالى: «وَ مَنْ كَانَ فَقِيرا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»۶. و الاعتراف: الإقرار، و أصله إظهار معرفة الجريمة، و هو بخلاف الجحود.
و «الصدقة»: ما يطهِّر الإنسانُ به مالَه متقرّبا إلى اللّه تعالى صادقا فيما يفعله مصدّقا به، و أكثر ما يُستعمل الصدقة في المتطوَّع به۷، و الزكاةُ في الواجب.
و معنى الحديث و اللّه أعلم: أنّ كلّ ما يَتقرّب به العبد إلى اللّه تعالى من المعروف و الخير ـ صغيرا كان أو كبيرا كائنا ما كان ـ إذا قَصد به وجهَه، و صَدَقَت۸ نيّتُه، وقع أجره على اللّه تعالى كوقوع۹ أجر الصدقة ؛ لأنّه في كلا الفعلين متحرٍّ۱۰ جهة التقرّب.