أحملك عليه، و لكن /۵۱/ائت فلانا فلعلّه يحملك. فأتاه فحمله، فقال عليهالسلام: مَن دلّ على خير، فله مثل أجر فاعله.۱
و يأخذ مأخذه قول الشاعر:
و إذا امرؤٌ أسدى إليك صنيعةً
مِن جاهه فكأنّها من ماله۲
و فائدة الحديث: الحثّ على الدلالة على الخير إذا۳ لم يمكن فعله ؛ لأنّ الدلالة على الخير أحد الخيرين سواء كان ذلك الخير دينيّا أو دنيويّا۴.
و راوي هذا الحديث في مسند القاضي: أبو مسعود الأنصاري.
۶۵.قوله صلىاللهعليهوآله: ساقِي القَومِ آخِرُهُم شُرباً.۵
هذا من مكارم الأخلاق الّتي كان صلىاللهعليهوآله لا يزال يأخذ بها أصحابه، و يتقدّم بها إليهم، و يكرّرها عليهم، و الأدب في ذلك أنّ الساقي للقوم ـ و هم عطاش مجهودون ـ إذا ابتدأ بنفسه۶ دلّ على جَشَعه۷ و قلّة مبالاته بأصحابه الّذين ائتُمن عليهم، و جُعل ملاك أرواحهم
1.. راجع : مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۴۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۴ .
2.. ابى تمام الطائي ، راجع : الأغاني ، لأبي فرج الإصفهاني ، ج۱۶ ، ص۵۲۷ ؛ بهجة المجالس و أنس المجالس ، ج۲ ،ص۳۰۴ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج۸ ، ص۱۷۱ ؛ التمثيل و المحاضرة ، ص۶۹ ؛ خزانة الأدب و غاية الأرب ، ج۴ ، ص۲۲۷ ؛ الذخيرة في محاسن أهل الجزيره ، ج۱ ، ص۲۶۶ ؛ عيون الأخبار ، ج۳ ، ص۱۵۲ ؛ كتاب الصناعتين ، ص۲۱۳ ؛ المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر ، ج۲ ، ص۲۴۳ ؛ محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء ، ج۱ ، ص۶۵۸ ؛ الموشح للمرزباني ، ص۳۷۲ ، ح ۱۶ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۹۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۲۰۸ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۴ ، ص ۴۴۳ .
3.. «ألف» : إذ .
4.. «ألف» : دنياويّا .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۱۳۵ ، ح ۳۴۳۴ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ؛ كنز الفوائد ، ص ۷۴ ؛ المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ الثاقب في المناقب ، ص ۸۶ ، ح ۶۸ .
6.. «ألف» : نفسه .
7.. الجَشَع : أسوأ الحرص ، و أشَدُّ الحرص . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۹ جشع .