211
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و للشافعي في محمّد بن الحسن رضوان اللّه‏ عليهما۱:

«قل لمن لم۲ تَرَ عَينُ من رآه مثلَه

العلم ينهى أهلَه أن يمنعوه۳ أهله»۴

و فائدة الحديث: النهي عن كتمان العلم و البخل به.

و راوي الحديث: أنس، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أيّ شيء لا يحلّ منعه؟ فقال بعضهم: الملح، و قال آخر: النار. فلمّا أعياهم۵ قالوا: اللّه‏ و رسوله أعلم. قال: العلم لا يحلّ منعه.۶

۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشاهدُ يَرَى ما لا يَرى الغائبُ.۷

شَهِدتُ الشيءَ۸: حَضَرتُه شهودا، فأنا۹ «شاهد» و قوم شهود أي حضور، و هو في الأصل مصدر شهد، و الشهادة: خبر قاطع، تقول: شَهِدَ على كذا /۵۰/و بكذا، و المشاهَدة في ذلك شرط إمّا بالبصر أو بالبصيرة۱۰، و هذا بناء الكلمة، و خلافه۱۱ غِبت عنه غَيبا و غَيبةً و غِيابا و غُيوبا و مَغيبا، و هؤلاء قوم غُيَّبٌ و غُيّاب و غَيَب، و أصل الغيب: الإستار عن حاسّة البصر.

و تكلّم بهذا الحديث أمير المؤمنين عليه‏السلام لمّا بعثه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ليقتل ابنَ عمّ ماريةَ القِبطيّة،

1.. «ألف» : ـ رضوان اللّه‏ عليهما .

2.. «ب» : ـ لم .

3.. «ألف» : «العلم تنهى أهله أن تمنعوه أهله» خلافا للمصادر و «ب» .

4.. اُنظر : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۹۳ ؛ وفيات الأعيان ، ج ۴ ، ص ۱۸۴ ؛ البداية و النهاية ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۹ .

5.. أعيا السيرُ البعيرَ و نحوَه : أكَلَّه و طَلَّحَه و حَسَرَه ، كما يقال : ناقة طَليح أسفارٍ إذا جَهَدَها السيرُ و هزلها . انظر : لسانالعرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۱۲ عيو ؛ و ج ۲ ، ص ۵۳۱ (طلح) .

6.. راجع بعض المصادر المذكورة .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، ح ۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۸۳ ؛ الاستيعاب ، ج ۴ ، ص ۱۹۱۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ،ص ۳۰۸ ، ح ۲۰۱۴ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، ح ۵۴۷ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۹۷ ، ح ۲۵۰۵ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۳۸۷ .

8.. «ألف» : + و .

9.. «ألف» : و أنا .

10.. «ب» : البصيرة .

11.. «ألف» : بخلافه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
210

الأيدي، و ابتذلته۱ الألسن، و تناقلته الشفاه، و مجّته۲ الأسماع، حتّى وصل إليه و هو في التجمّل به لابس أخلاق غيره و شارب فضل سواه.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لمعاذ بن جبل۳ حين بعثه إلى اليمن: لئن يهدي اللّه‏ على يديك رجلاً واحدا۴ خير لك۵ ممّا طلعت عليه الشمس.۶

و روي: ما أخذ اللّه‏ تعالى على الناس أن يتعلّموا حتّى أخذ على العلماء أن يعلِّموا.۷

و قيل لسفيان۸: أ لا تجلس فتحدّثنا۹؟ فقال: و اللّه‏ لو علمتُ أحدا يبتغي العلم للّه‏، لحملت العلم إلى منزله.۱۰

و روى أبو سعيدٍ الخُدريّ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: معلّم الخير يَستغفر له كلُّ شيء حتّى الحوتُ في البحر، و كاتم العلم يلعنه كلّ شيء حتّى الحوت في البحر و الطير في الهواء.۱۱

1.. «ألف» : ابتدلته .
و الابتذال : ضدّ الصيانة ، و ثوب بَذِلة أي يُبذَل و لا يُصان . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۰ ؛ مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۳۲۰ بذل .

2.. «ب» : ـ الشفاه و مجّته .
و مَجَّ الشرابَ و الشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّا و مَجَّ به : رَماه ، و مَجَّ بريقه يَمُجُّه إذا لَفَظَ . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۶۱ مجج .

3.. «ب» : + رضي اللّه‏ عنه .

4.. «ب» : ـ واحدا .

5.. «ب» : ـ لك .

6.. جامع البيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ ؛ الثقات لابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ إمتاع الأسماع للمقريزي ،ج ۲ ، ص ۹۶ .

7.. عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۷۱ ، ح ۴۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۷۸ ، ح ۶۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۴ ، ص ۳۰۵ .

8.. السُّفيانان المحدِّثان أحدُهما عربيٌّ صليبة و هو سفيان بن سعيد الثوري ، و الآخر مَولىً و هو سفيان بن عُيَينة مولى بني هلال ، و كانا في عصر واحد ، و الأشبه أن يكون المقصود هنا الأوّل، و هو المحدِّث الفقيه، تُوفِّي بالبصرة في ۱۶۱ هـ . معجم المؤلفين ، ج ۴ ، ص ۲۳۴ .

9.. «ألف» : فحدّثتنا .

10.. راجع : غيث النفع في القراءات السبع للسفاقسي ، ج ۱ ، ص ۶۵۶ .

11.. جامع البيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2170
صفحه از 503
پرینت  ارسال به