209
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العِلمُ لا يَحِلُّ /۴۹/ مَنعُهُ.۱

قريب منه قوله عليه‏السلام: من سئل عن عِلمٍ يَعلمه فكتمه، اُلجم بلجامٍ مِن نار.۲

أراد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ العلم ممّا يجب على العالم إفشاؤه و تعليمه و تمكين الناس من الاقتباس منه و الاستفادة، و ما أقبَحَ البخلَ به۳!

و اعلم أنّ العالِم الّذي يبخل بعلمه غيرُ عامل بقضيّة العلم ؛ لأنّ العلم لا يفتي له بذلك و لا يرخّص فيه، بل يأمره ببثّه و عرضه، و العلم أنواع و فنون، مهما كان الناس إليه أحوج كان مانعه آثَم و أحرج۴، و يا عجبا ممّن يفوّت۵ نفسَه فضيلةَ التعليم مع إحاطة علمه بما فيه من الثواب الجزيل و الذكر الجميل. ثمّ إنّ المتعلّم إذا كُتم العلمَ، و نُفِسَ به عليه۶، و ادُّخر عنه، لم تستقرّ به أرض و لا سماء حتّى يحصّله، و كان أقرب إلى أن يفتح اللّه‏ عليه أبوابا، و كان منعه إغراءً۷ به و حثّا عليه و إلجاءً إليه، و لم يَبقَ في يد الكاتم إلاّ سوءُ المقالة۸ في الدنيا و العذاب في العقبى. و لعمري ما أقول ذلك إلاّ عن خبرة و طول تجربة، و ليت شعري أ يَكتم۹ شيئا اُوحي إليه و اُؤثر به دون الناس؟ كلاّ و اللّه‏، بل كم۱۰ تَداولَته

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۴ ، ح ۸۴ ؛ فردوس الأخبار ، ج ۳ ، ص ۹۶ ، ح ۴۰۱۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۹۳ ،ح ۵۷۲۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۴ ، ح ۲۸۶۷۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۶۷ ، ح ۱۷۵۸ .

2.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ و ۳۰۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ ؛ كتاب العلم للنسائي ، ص ۳۳ ؛ المعجم الأوسط ،ج ۴ ، ص ۲۹ .

3.. «ألف» : ـ به .

4.. «ألف» : أخرج .

5.. «ألف» : يقرّب .

6.. نَفِسَ عليه بالشيء نَفَسا و نَفاسةً و نَفاسيةً : ضَنَّ به و لم يره يستأهله ، و كذلك نَفِسَه عليه و نافَسَه فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۳۸ نفس .

7.. «ألف» : إغراءه .
أغرى بي : لَجُّ في مطالَبتي و ألَحَّ ، و غَرَيتُ به : اُولِعتُ به . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۱ غرو .

8.. «ب» : القالة .

9.. «ألف» : تكتم .

10.. «ألف» : كلاّ واللّه‏ ، فكم قد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
208

مسجد أو زاوية خان، يَنظر فلا يَرى أحدا يوصيه۱ أو يستأمن إليه۲، أو يستأنس إلى تَحفِّيه۳، أو يستعين به في شربة ماء يسقيه، لَقَريب من رحمة اللّه‏ تعالى الّتي وسعت كلّ شيء.

و روي: من مات غريبا مات شهيدا.۴ و ذكر في هذا الحديث أنّه يعني بالغريب المؤمن إشارةً إلى أنّه غريب في الدنيا، و وطنه الجنّة.

و روي عنه عليه‏السلام: «المبطون شهيد»۵ و «صاحب ذات الجَنب۶ /۵۰/ شهيد».۷

و روي عنه عليه‏السلام: أنّه: لو لم يكن شهيدا إلاّ من استشهد بين الصفّين لقَلَّتْ شهداء اُمّته.۸ و الوجه الأوّل۹ أظهر و أعرف.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ أعواض المؤمنين الّذين يُتوفّون غرباء كأعواض الشهداء، و ثوابهم كثوابهم.

و راوي /۵۱/ الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

1.. «ألف» : يوعيه .

2.. «ب» : ـ أو يستأمن إليه .

3.. «ألف» : يحفيه .
يقال : أحفى فلانٌ بصاحبه و حَفِيَ به و تَحَفَّى به أي بالغ في برِّه و السؤال عن حاله . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۸ حفو .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۳۴۹ ؛ تعزية المسلم لابن هبة اللّه‏ ، ص ۶۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۶ ، ح ۲۹۳۱۹ .

5.. صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۲۲ ؛ فتح الباري لابن حجر ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۳ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۱ ، ص ۲۳۲ ؛ الجهاد لابنالمبارك ، ص ۹۴ ، ح ۶۸ .

6.. ذو الجنب : الّذي يَشتكي جنبَه بسبب الدُّبيلة ، إلاّ أنّ «ذو» للمذكّر و «ذات» للمؤنَّث ، و صارت ذات الجنب عَلَما لها و إن كانت في الأصل صفةً مضافةً . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ جنب .

7.. الجهاد لابن المبارك ، ص ۹۴ ، ح ۶۸ ؛ الآحاد و المثاني للضحّاك ، ج ۴ ، ص ۱۵۷ ، ح ۲۱۴۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۴۶۲ .

8.. راجع : صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۵۲۱ ، ح ۱۶۵ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۲۶ مع اختلاف .

9.. «ألف» : الأولى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2160
صفحه از 503
پرینت  ارسال به