205
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على الحجّ، و إعلام أنّ ثوابه مثل ثواب الجهاد، و الأمر بحسن معاشرة المرأة لزوجها و القيام بخدمته، و بيان أنّ ذلك جهادها.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طَلَبُ الحَلالِ جِهادٌ.۱

«الحلال»: المباح الّذي لم يَحظر الشرع عليه۲، و قيل في اشتقاقه: إنّه من الحَلّ الّذي هو ضدّ العقد.

يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ في طلب الحلال الطِلق۳ الّذي لا يشوبه شوائب الحرام مشقّةً عظيمةً و كلفةً صعبةً و مجاهدةً بليغةً، فإذا قام العبد بمواجبه أثابه اللّه‏ تعالى ثواب المجاهدين. و كفاك في الحثِّ على ذلك قولُه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَ لاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ»۴.

و أوّل ذلك معرفة الحلال عن۵ الحرام، ثمّ طلبه، و لن يوصَل إلى معرفته إلاّ بعد مزاولة التعلّم و احتمال المشقّة في تحصيل المعرفة به، فإذا عُلم ذلك جاهد نفسه في طلب الحلال و تجنّب الحرام.

و روي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنّه كان يقول: «مَن اتَّجر بغير عِلم ارتَطَم في الربا ثمّ ارتطم».۶

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۳ ، ح ۸۲ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۶ ، ص ۲۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، ح ۵۲۷۳ ؛كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۶ ، ح ۹۲۰۵ . و راجع : روضة الواعظين ، ص ۴۵۷ .

2.. «ألف» : ـ عليه .

3.. الطَّلق : الحلال ، يقال : هو لك طِلقا طِلقٌ أي حلال . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۱ طلق .

4.. البقرة ۲ : ۲۶۷ .

5.. «ب» : من .

6.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۵۴ ، ح ۲۳ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ ، ح ۳۷۲۵ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۷ ، ص ۵ ، ح ۱۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
204

۵۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَجُّ جِهادُ كُلِّ ضَعيفٍ، وَ جِهادُ المَرأَةِ حُسنُ التَّبَعُّلِ.۱

«الجِهاد»: قتال العدوّ، و أصله مِن جَهَدَ الرجلُ في كذا إذا جدّ فيه و بالغ، والاجتهاد و التجاهُد أخذ النفس ببذل الوُسع /۴۷/و الطاقة، و الجُهد و الطاقة، و الجَهد و المشقّة، و الجهاد على ثلاثة أضرب: جهاد /۴۸/ العدوّ المجاهر، و جهاد الشيطان، و جهاد النفس ؛ و قوله تعالى: «وَ جَاهِدُوا فِي اللّه‏ِ حَقَّ جِهَادِهِ»۲ يجمع ذلك كلّه. و قال النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: جاهِدوا أهواءَكم كما تُجاهِدونَ أعداءَكم.۳

و «التبعّل»: حسن قيام أحد البَعلين بمصالح الآخر، و البَعل: الزوج، و البعل و البعلة: الزوجة، و البِعال: ملاعبة الرجل أهله و حسن معاشرته لها، و يقال له التبعّل أيضا.

أراد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الحجّ قائم مقام الجهاد للضعفاء الّذين لا يستطيعون مباشرة القتال و مقاساة الحروب و مزاولة الوقائع بأنفسهم، و أنّ اللّه‏ تعالى يثيبهم على ما يتحمّلونه من الكُلَف و المَشاقّ في القصد إلى بيت اللّه‏ تعالى۴ مثل ثواب المجاهدين الّذين يَغمسون أبدانهم في غِمار۵ الحرب و حرّ القِراع، و فيه بيان أنّ جهاد كلِّ أحد على حدّ ما ينتهي إليه مكنته و قدر ما تقوم به قدرته، فجهاد الضعيف الحجّ، و جهاد المرأة حسن معاشرة۶ زوجها ؛ بحفظ فراشه، و تحسين الأخلاق له، و الابتذال في خدمته، و تولّي ذلك بنفسها.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۲ ، ح ۸۰ و ۸۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۱ ، ص ۲۰ ؛ لسان الميزان ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱۵ ، ص ۹۰۷ ، ح ۴۳۵۶۶ مع اختلاف يسير في الأخير . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ ؛ الخصال ، ص ۶۲۰ ؛ تحف العقول ، ص ۱۱۰ ؛ خصائص الأئمّة ، ص ۱۰۳ .

2.. الحجّ ۲۲ : ۷۸ .

3.. بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۳۷۰ ؛ الذريعة إلى مكارم الشريعة ، ص ۳۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۲۰ ، ص ۳۱۴في الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام ؛ ربيع الأبرار للزمخشري ، ج ۳ ، ص ۶۱ عن مالك بن دينار .

4.. «ب» : الحرام .

5.. غامَرَه مغامَرةً و غِمارا : خاصَمَه ، و غامَرَه أي باطَشَه و قاتله و لم يُبالِ الموتَ ، و المُغامر : الّذي رمى نفسه في الاُمور المهلكة . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰ غمر .

6.. «ألف» : المعاشرة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1965
صفحه از 503
پرینت  ارسال به