و فائدة الحديث: الحثّ على الحجّ، و إعلام أنّ ثوابه مثل ثواب الجهاد، و الأمر بحسن معاشرة المرأة لزوجها و القيام بخدمته، و بيان أنّ ذلك جهادها.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عبّاس رضىاللهعنه.
۶۰.قوله صلىاللهعليهوآله: طَلَبُ الحَلالِ جِهادٌ.۱
«الحلال»: المباح الّذي لم يَحظر الشرع عليه۲، و قيل في اشتقاقه: إنّه من الحَلّ الّذي هو ضدّ العقد.
يعني صلىاللهعليهوآله أنّ في طلب الحلال الطِلق۳ الّذي لا يشوبه شوائب الحرام مشقّةً عظيمةً و كلفةً صعبةً و مجاهدةً بليغةً، فإذا قام العبد بمواجبه أثابه اللّه تعالى ثواب المجاهدين. و كفاك في الحثِّ على ذلك قولُه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَ لاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ»۴.
و أوّل ذلك معرفة الحلال عن۵ الحرام، ثمّ طلبه، و لن يوصَل إلى معرفته إلاّ بعد مزاولة التعلّم و احتمال المشقّة في تحصيل المعرفة به، فإذا عُلم ذلك جاهد نفسه في طلب الحلال و تجنّب الحرام.
و روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان يقول: «مَن اتَّجر بغير عِلم ارتَطَم في الربا ثمّ ارتطم».۶