و الثاني: أنّ اللّه تعالى يحبس عنه البركة و النماء بما تعرّض لسخطه، و تحرّى من معصيته، و تعرّى من خشيته ؛ فإذا هو أفقر الفقراء.
و قيل: إنّ المعنى فقر الآخرة. و ما أجدَرَ أن يكون كذلك!
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: في الزنا ستّ خصال ؛ ثلاث في الدنيا، و ثلاثٌ في الآخرة ؛ فأمّا اللواتي في الدنيا: /۳۷/فيذهب بنور الوجه، و يقطع الرزق، و يُسرِع الفناء ؛ و أمّا اللواتي في الآخرة: فغضب الربّ، و سوء الحساب، و الدخول في النار.۱
و فائدة الحديث: التخويف من الزنا، و التنبيه على أنَّه۲ يُعقِب فقر الدنيا و عذاب الآخرة.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر.
۴۴.قوله صلىاللهعليهوآله: زِنَا العُيونِ النَّظَرُ.۳
و كذلك هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي، و هذا مثل قوله عليهالسلام: كلّ عين زانية۴. يعني أنّ المعصية تكتسب بجميع الأعضاء و الجوارح۵، و الزنا و إن كان كنايةً عن الوطئ۶ المحرّم فإنّ النظر إلى المحارم جزء من أجزائه، و لا يكاد يَحصل من جارحة البصر أكثر من النظر فهو إذا زناها.
1.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۴۱ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۵۷۳ ، ح ۴۹۶۰ ؛ الخصال ، ج ۱ ، ص ۳۲۱ ، ح ۴ مع اختلاف يسير فياللفظ .
2.. «ألف» : أن .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۴ ، ح ۶۷ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۰۲۵ ؛ الاستيعاب لابن عبد البرّ ، ج ۳ ،ص ۱۰۸۷ ، ح ۱۸۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۲۶ ، ح ۱۳۰۵۵ و في الثلاثة الأخيرة : «العين» بدل «العيون» ؛ الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۲۰۲ و ص ۱۴۹ ، ح ۲۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۴ و ۴۰۷ و ۴۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ ، ح ۲۹۳۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۳۸۳ ، ح ۴۵۰۱۰ .
5.. «ألف» : أعضاء الجوارح .
6.. «ألف» : و إن كان عنا به عن وطئ .