165
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

نفسَه، و يَكسر سَورة شهواته و فَورة إرادته، فكأنّه جَنّة له دون المعاصي و المناهي، و لذلك قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عليكم بالباءة۱ ؛ فمَن لم يَستطع فعليه بالصوم ؛ فإنّه له وِجاء.۲ و قد خلق اللّه‏ تعالى هذه الأنفس ميّالةً إلى اللذّات، مشتاقةً إلى الشهوات، توّاقةً۳ إلى الأغذية و الأشربة ؛ تستمدّ منها القوى، و تستعين بها على الحركات، و متى زادت القوى زادت الشهوات عادةً۴ من اللّه‏ تعالى لا تَنثلم۵، و سجيّةً لا تنخرم، فإذا صام العبد فكأنّه سدّ على الشهوات طرقها، و عوّر عليها سبلها، فكان أتقى۶ له و أقرب إلى الطاعة و أبعد من المعصية، و صار الصوم له جُنّةً تقيه۷ و تحفظه.

و يحتمل أن يكون المعنى أنّ الصوم جُنّة من النار ؛ لما فيه من الثواب الجزيل و رضى الربّ الجليل.

و فائدة الحديث: الأمر بالصوم و الترغيب فيه و الحثّ عليه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۴./۳۰/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الزَّعيمُ غارِمٌ.۸

«الزَّعيم»: الكفيل، و الزِّعامة: الكَفالة و الغَرامة فيما يلزم أداؤه، و كذلك المَغرم و الغُرم،

1.. «ألف» و «ب» : بالبآة .

2.. الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۰ ، ح ۱۳۷۲۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۳۲۶ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

3.. «ألف» : يوّاقة .
نفس توّاقة : مشتاقة ، و قيل : التوّاق الذي تتوق نفسه إلى كلّ دناءة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۳ توق .

4.. «ألف» : عبادةً .

5.. ثَلَمَ الإناءَ و السيفَ و نحوَه يَثلِمه ثَلْما و ثَلَّمه فانثَلَم و تثلَّم : كسر حَرفَه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۷۸ ثلم .

6.. «ألف» : أبقى .

7.. «ألف» : تقيّة .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۴ ، ح ۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۶۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۸۰۴ ، ح ۲۴۰۵ ؛ السننالكبرى ، ج ۶ ، ص ۷۲ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۷۳ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۲ ، ص ۳۲۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۲۳ ، ح ۱۰۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
164

عن الجزع عبادة يثيب اللّه‏ تعالى عليها.

و فائدة الحديث: الأمر بالصبر الّذي هو من عزم الاُمور، و به يَبتدئ الوَرِعُ، و إليه ينتهي الجزع.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۳۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّومُ جُنَّةٌ.۱

أصل «الصوم»: الإمساك، و قد صام الرجل صَوما و صياما، و قوم صُوَّمٌ و صُيَّم، و صام الفَرس صوما أي قام على غير علف، و صام النهارَ: قام قائم الظهيرة، و صامت الريح: ركدت.

و قال الخليل رحمة اللّه‏ عليه: «الصوم قيام بلا عمل»،۲ و قد حَبَس الشرعُ الصوم على إمساك مخصوص في وقت مخصوص.

و «الجُنّة»: كلُّما تستّرتَ به من السلاح. و الجُنّة: السُّترة، و الجمع جُنَن.

شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الصوم بالجُنّة الّتي يتستّر۳ الإنسان بها عن شبا۴ أسلحة العدوّ۵ ؛ و ذلك لما فيه من قمع الشهوات و كسر النفوس و كفّ الأيدي۶ و غضّ الأبصار، فكما أنّ الجُنّة تستر الفروج، و تغطّي على العورات، و تَسُدّ /۳۰/ الخَصاص۷، كذلك الصوم يَقصر إلى المرء

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۳ ، ح ۴۸ و ۴۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۶ و ۴۴۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۵ و ۲۵ ؛ سننالترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۲۴ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۸ ، ح ۵ ؛ و ص ۲۳ ، ح ۱۵ ؛ و ج ۴ ، ص ۶۲ ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۴ ، ح ۱۸۷۱ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ ؛ فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۲۰۴ .

2.. كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۱۷۲ صوم .

3.. «ألف» : تستّر .

4.. شباة كل شيء : حدّ طرفه ، و قيل حدُّه . و حدُّ كل شيء شباته ، و الجمع شبوات و شبا . و شبا النعل : جانبا أسَلَتِها . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۱۹ شبو .

5.. «ألف» : شبا الأسلحة و العدّة .

6.. «ألف» : الأذى .

7.. الخصاصة و الخصاصاء و الخَصاص : الفقر و سوء الحال و الخَلَّة و الحاجة . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۵ خصص .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1943
صفحه از 503
پرینت  ارسال به