157
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

مجاهدة النفس في استكماله.

و فائدة الحديث: الحثّ على مداومة الأعمال المرغَّب فيها، و مصابرة النفس عليها، و الاستنكاف من التزام العجز عنها و التقصير فيها.

و راوي الحديث: عقبة بن عامر، قال: ذكره عليه‏السلام في خطبة له.

۲۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِلاكُ الدِّينِ الوَرَعُ.۱

«المِلاك»: العِماد. و «الدين»: الإسلام. و «الورع»: ضبط النفس عن المحارم۲، و قد وَرِعَ يَرع ـ بالكسر فيهما۳ ـ وَرَعا و رِعَةً فهو وَرِعٌ، و فلان سيِّئ۴ الرِّعة أي قليل الورع، و التورّع التحرّج، و وَرَّعتُه كَفَفتُهُ.

و في حديث عمر بن الخطّاب: /۲۶/ «وَرِّع اللِّصَّ و لا تُراعِه»۵ أي اكففه و۶ لا تترصّد۷ ما يكون منه.۸

يريد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ دِين الرجل المسلم لا يكاد يَسلَم ما لم يكن له عماد من الورع، و تُقًى۹ يصدّه عن الفحشاء و المنكر، و ظلف۱۰ يلجمه عن كثير من المباحات فضلاً عن

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۹ ، ح ۴۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۳۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۴۵۵ ؛ تاريخ بغداد ،ج ۵ ، ص ۲۰۳ ، ح ۲۶۵۳ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۹۳ ؛ تحف العقول ، ص ۵۱۳ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۸ ؛ غرر الحكم ، ص ۲۷۱ ، ح ۵۹۱۸ .

2.. «ألف» : المكارم .

3.. «ألف» : فيه .

4.. «ألف» : سنيّ .

5.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۴۸۹ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ۱۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۵۴۳ ، ح ۱۳۸۸۱ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

6.. «ألف» : ـ و .

7.. «ألف» : يترصّد .

8.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۵۵ .

9.. «ألف» : يقى .

10.. الظَّلف و الظِّلف : ظُفر كلّ ما اجترّ ، و هو ظِلف البقرة و الشاة و الظبي و ما أشبهها ، و الجمع أظلاف . و الظَّلَف : الشدّة ، و الغِلَظ في المعيشة من ذلك . و الظِّلف : المتابعة في الشيء . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۲۹ ـ ۲۳۱ ظلف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
156

بمكانهم.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِلاكُ الأمرِ خَواتِمُهُ.۱

و يروى: ملاك العمل خواتمه۲.۳

و «مِلاك الأمر و مَلاكه»: ما يقوم به، و في كلامهم: القلب ملاك الجسد ؛ يعني أنّه لا يقوم إلاّ به، و ما لفلان مَلاك أي تماسك، هذا بالفتح لا غير، و كان أصله من مَلَكتُ العجينَ أملِكه مَلكا إذا شددت عَجْنه۴ و بالغتَ فيه. و «خاتِمة الشيء»: آخِره و عاقبته، و الجمع «خواتم».

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عماد الأمر الذي۵ لا يقوم إلاّ به و لا يقع موقعا من دونه هو ختمه و إتمامه و توفيته كملاً وافرا غير ناقص ؛ لأنّ العمل ما لم يَتمّ فهو مُخدَج۶ مَعيب.

ثمّ إنّ الشروع في مبادئ كلّ أمر سهل لا مشقّة /۲۶/ فيه، و إنّما يصعب اقتحامه۷ و استتمامه،۸ فكأنّه عليه‏السلام يأمر بالثبات و الصبر فيما شَرعتَ۹ فيه من الخير و إعمال البرّ و

1.. ورد بهذا اللفظ في كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ . و أمّا بلفظ «ملاك العمل» في : مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۸ ، ح ۳۸ ؛تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۱ ؛ البداية و النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۲ ، ص ۵۹ . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۳ و في الأخيرين : خواتيمه .

2.. «ألف» : ـ خواتمه .

3.. نفس المصدر المذكورة .

4.. عَجَنَ الشيءَ عَجْنا فهو معجون و عجين ، و اعتجنه : اعتمد عليه بِجُمعِ كفِّه يغمزه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۷۷ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۴۹۰ عجن .

5.. «ألف» : ـ الذي .

6.. أخدَجَ فلانٌ أمره: إذا لم يُحكمه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ خدج .

7.. الاقتحام : الاهتجام و الهجوم ، و الدخول في الشيء بشدّة و قوّة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۶۳ ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۳۴ قحم .

8.. «ألف» : استمامه .

9.. «ألف» : ترغب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2072
صفحه از 503
پرینت  ارسال به