و راوي الحديث: /۲۵/ ابن عبّاس.
۲۴.قوله صلىاللهعليهوآله: البَرَكةُ مَعَ أكابِرِكُم.۱
«البَرَكة»: النَّماء و الزِّيادة، يقال: بارَك اللّهُ له و فيه و عليه و باركه، و التبريك: الدعاء بالبركة.
و «الأكابر» قيل: المشايخ۲، و قيل: الفضلاء، و قيل: العلماء، و قد استُعمل الكبير في السنّ و الفضل و العلم، و قيل في تفسير۳ قوله تعالى «إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ»۴: أي معلّمكم. و قيل في قوله تعالى «قَالَ كَبِيرُهُمْ»۵: أي۶ أكبرهم في العقل لا في السنّ، و قيل في الأكابر: إنّهم الّذين جمعوا بصيرة العقل إلى كبر۷ السنّ و وفور العلم، فالعقل۸ يَردعهم، و السنّ۹ يمنعهم، و العلم ينفعهم.
و لمّا كانت البركة هي النموّ و الزيادة و الاتّساع صحّ أن يكون اللّه تعالى يبارك بمكان المشايخ الّذين ودعوا الدنيا و أقبلوا على الآخرة ؛ فقلوبهم متعلّقة بها، و أنفسهم مقصورة عليها، و هم مستيقظون من سِنة الأغمار، متنبِّهون۱۰ من غفلة الأغرار۱۱ ؛ بهم يُستجاب
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۷ ، ح ۳۶ و ۳۷ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۲ ، ص ۷۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۵۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ،ص ۶۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۵ ؛ جامع الأخبار ، ص ۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۴ .
2.. هذا هو التعبير الصحيح ؛ لأصالة الياء في هذه الكلمة ، و مَن هَمَزها و قال : «المشائخ» فقد أخطأ .
3.. «ب» : التفسير .
4.طه ۲۰ : ۷۱ .
5.. يوسف ۱۲ : ۸۰ .
6.«ب» : إنّه .
7.. «ألف» : كبير .
8.. «ألف» : و العقل .
9.. الوجه : «و السنُّ تمنعهم» ؛ لأنّ السنَّ في جميع استعمالاتها مؤنَّثة ، هذا هو الأصل ، و ربّما عُبِّر عن العُمر بالسنّ لكَونه في معناها ؛ لكنَّ الأصل ما سَمعتَ ، و الظاهر أنَّ الشارح رحمهاللهراعى «المشاكلة» في تذكير الفعل بعطف كلمة «يردعهم» عليه و عطفِه على كلمة «ينفعهم» . عبد الستّار .
10.. «ألف» : منتبهون .
11.. الغِرّ ج أغرار : الشابّ الّذي لا خبرة له . انظر : المنجد في اللغة غرر .
و الغِرّ و الغرير : الشابّ الذي لا تجربة له ، و الجمع أغِرَّاء و أغِرَّة ، و رجُل غِرٌّ بالكسر و غرير أي غير مجرّب . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶ (غرر) .