147
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۲۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: التَّوَدُّدُ نِصفُ العَقلِ،۱ و الهَمُّ نصفُ الهَرَم،۲ و قِلَّةُ العِيالِ أحَدُ اليَسارَين،۳ و حُسنُ السُّؤالِ نِصفُ العِلمِ.۴

«التودّد»: التحبّب إلى الناس، و طيب المعايشة معهم، و ترك التمقّت و التبغّض إليهم. و «العقل»: مجموع علوم إذا كملت للعبد سمّي عاقلاً، و حسُن /۲۲/ تكليفه ؛ على ما شُرح في مواضعه.

و مورد الحديث على حمد التحبّب و مدح التقرّب إلى الناس ؛ و لمّا كان العقل الّذي هو المميِّز بين الجاهل و العالم، و الفارق بين الأشخاص و الصور، و المُخرِج من حريم البهيميّة إلى حدّ الإنسانيّة، يفتي۵ بالتودّد و حسن المعاشرة، و مدار أمر الدنيا على ذلك، حَكم عليه‏السلام بأنّه نصف العقل، و هذا على التشبيه و التقريب ؛ يعني أنّ معظم صلاح أحوال العبد الّتي يرتِّبها۶ العقل و تصلحها الفطنة۷ التودّد إلى الناس و مساعدتهم و موافقتهم. و التودّد إلى الناس يشمل على أُمور كثيرة قوليّة و فعليّة لا تخفى على العاقل البصير.

و «الهمّ»: الحزن، و قد أهمّه الأمر، يقال: همُّك ما أهمّك، و هَمَّه المرضُ: أذابه،

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۴ ، ح ۳۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۶۲۶ ، ح ۲۳۹۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۳۴۰ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ خصائص الأئمّة ، ص ۱۰۴ (عن الإمام عليّ عليه‏السلام) .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۴ ، ح ۳۲ ؛ نزهة الناظر للحلواني ، ص ۴۹ ، ح ۱۷ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۴۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۲۰ ، ح ۴۴۱۳۴ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ الخصال ، ص ۶۲۰ ، ح ۱۰ ؛ تحف العقول ، ص ۱۱۱ (فيهما عن أمير المؤمنين عليه‏السلام) .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۴ ، ح ۳۲ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۵ ، ص ۱۳۶ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۴ ، ص ۲۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۲۸۷ ، ح ۴۴۵۰۶ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ قرب الإسناد ، ص ۱۱۶ ، ح ۴۰۶ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۳۲ ؛ الخصال ، ص ۶۲۰ ، ح ۱۰ (و في الأخيرين عن الإمام عليّ عليه‏السلام) .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۵ ، ح ۳۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۲۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۱۷۹ ؛ نزهة الناظر ،ص ۳۲ ، ح ۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۵ ، ح ۳۰۷۱ ؛ كنز الفوائد ، ص ۲۸۷ ؛ منية المريد ، ص ۲۵۸ .

5.. «ألف» : يقني .

6.. «ألف» : يزيِّنها .

7.. «ألف» : + و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
146

رفّح۱ حالَه و ثَمّر۲ ماله بحسن تهدّيه و لطف تأتّيه۳.

و قال الشاعر:

قليل المال تُصلحه فيبقى

و لا يَبقى الكثير على الفساد۴

و ليس ذكر النصف تحديدا له على الحقيقة، بل معناه أنّ للتدبير حظّا وافرا في أُمور المعاش.

و فائدة الحديث: الأمر بحسن النظر في الاُمور و الأحوال، و مجانبة الجزاف و التبخيت۵.

هذا۶ و ما بعده إلى قوله عليه‏السلام: «أحد اليسارَين» حديثٌ واحد.

و راويه: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

1.. ب : رقَّح .
قال ابن الأثير: و في الحديث: كان إذا رفَّح إنسانا قال: بارك اللّه‏ عليك . أراد رَفَّأ، أي دعا له بالرِّفاء، فأبدل الهمزة حاءً، وبعضهم يقول: رَقَّحَ، بالقاف . انظر : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۴۱ ؛ لسان العرب، ج ۳، ص ۴۵۱ رفح.

2.. ثمَّر مالَه : أنماه . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۰۷ ثمر .

3.. تَأَتَّى له الشيءُ : تَهَيَّأَ ، تَأَتَّى فلانٌ لحاجته إذا تَرَفَّقَ لها و أتاها من وجهها ، و تأتَّى للقيام . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۷ أتي .

4.. نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج۳ ، ص۶۴ ؛ المحاسن و الأضداد ، ص۸۹ ؛ فاكهة الخلفاء و مفاكهة الظرفاء ، ص۳۶۰ ؛ عيونالأخبار لابن قتيبه الدينوري ، ج۲ ، ص۲۱۱ ؛ سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ، ص۲۳۳ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج۷ ، ص۸۱ ؛ خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب ، ج۶ ، ص۳۱۸ ؛ جواهر الآداب و ذخائر الشعراء و الكتاب ، ج۲ ، ص۷۰۴ ؛ جمهرة رسائل العرب ، ج۴ ، ص۱۰۵ ؛ التمثيل و المحاضرة ، ص۴۳ ؛ بهجة المجالس و أنس المجالس ، ج۲ ، ص۱۹۸ ؛ البصائر و الذخائر ، ج۹ ، ص۱۰۵ ؛ البخلاء ، ص۲۳۸ ؛ ديوان المعاني ، ج۱ ، ص۳۸۹ ؛ روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار ، ص۲۵۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۷ ، ص ۵۸ ؛ الوافي بالوفيات للصفدي ، ج ۲۷ ، ص ۲۰۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۷۳ .

5.. «ألف» : التجنّب .

6.. «ألف» : لهذا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2168
صفحه از 503
پرینت  ارسال به