141
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و «الدواء»: واحد الأدوية، و هو ما يتعالج به.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ القرآن هو الدواء من مرض القلوب و الشفاء من سقم النيّات، كما قال تعالى: «وَ نُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارا»۱.

و يجوز أن يكون مورد الحديث على طريقة العرب و عادتهم ؛ فإنّهم يعتقدون في الرُّقى و العزائم لِما قد ألفوا الكهنة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ القرآن هو الّذي يجوز أن يُستشفى به دون الرقى الباطلة و العزائم الّتي يعزم بها الكهنة و المبطلون، يلبّسون بها على الجهّال.

و روي: أنّ رجلاً من أصحاب النبيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اجتاز على قوم يستَرْقون، فخرج فرَقى مريضَهم بفاتحة الكتاب، فبرأ من ساعته كأنّما أُنشط مِن عِقال،۲ فأعطوه مالاً، فانصرف به إلى رسول اللّه‏۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فأخبره بذلك، فقال عليه‏السلام: أما لئن أكلوا برقيةٍ باطل ؛ لقد۴ أكلتَ برقية حقّ.۵

و فائدة الحديث: بيان أنّ القرآن هو العلاج الناجع و الدواء النافع دينا و دنيا.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.۶

۱۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ.۷

هذا الحديث من المئتين المزيدة الملحَقة، و لم يكن في النسخة المقروءة على القضاعي رحمه‏الله.

1.. الإسراء ۱۷ : ۸۲ .

2.. كأنّما اُنشط من عقال و نَشِط أي حُلَّ . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۱۶ نشط .

3.. «ب» : النبيّ .

4.. «ألف» : «فقد» ، و كلاهما صحيح كما في المصادر ، و في بعضها : فلقد .

5.. المغني لابن قدامة ، ج ۶ ، ص ۱۴۰ ؛ المحلى لابن حزم ، ج ۹ ، ص ۴۹۹ ؛ نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۶ ، ص ۳۱ معاختلاف يسير في اللفظ .

6.. «ب» : رضوان اللّه‏ عليه .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ـ ۵۳ ، ح ۲۹ و ۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۶۷ ؛ و ص ۲۷۱ و ص ۲۷۶ ؛ سنن أبي داود ،ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۴۷۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۵۲ ، ح ۳۲۹۹ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ، ح ۵ و ۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ح ۴ عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ الدعوات ، ص ۱۹ ، ح ۱۱ ؛ الخرائج و الجرائح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
140

و قال عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ يُبغِض الفاحشَ البَذيّ.۱

و قال الأحنف بن قيس: أ لا أُخبركم بأدوى الداء الّذي أعيى الأطبّاء؟! اللسان

البذيّ، و الخلق الرَّديّ.۲

و يجوز أن يكون معنى الحديث أنّ /۱۷/ البذيّ۳ جافٍ۴ في باب اللّه‏ تعالى، و أيّ منزلة للعبد الجافي المتجافي عن سيّده.

و فائدة الحديث: الأمر بحفظ اللسان و النهي عن التسرّع إلى أعراض الناس، و بيان أنّ الكلام في ذلك نظير الكِلام۵، و يوشك أن يُثبت اسمه بذلك۶ في ديوان الجفاة.

و راوي الحديث: أبو بكرة.

۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: القرآنُ هو الدَّواءُ.۷

يقال: قَرَأَ يَقرَأ قِراءةً و قرآنا، و به سُمّي /۱۹/ القرآن.

و قال أبو عبيدة۸: سمّي قرآنا لأنّه يَجمع السور و يضمّها، و منه قوله تعالى: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ * فَإذا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»۹.

و يقال: ما قرأَتِ الناقة سلًى و ما قرأتْ جنينا۱۰ أي لم تضُمَّ۱۱ رحمها على ولد.

1.. راجع : السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۳ ؛ مسند الحميدي ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ ، ح ۳۹۴ ؛ الخصال ، ص ۲۶۶ ، ح ۱۴۷ .

2.. اُنظر : فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۵۱۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۴ ، ص ۳۳۶ .

3.. «ب» : ـ و الخلق الرديّ . . . أنّ البذيّ .

4.. الجفاء : ترك الصلة و البرّ . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۴۸ جفو .

5.. «ألف» : الكلاية . و في هامش «ب» : «الكِلام جمع كِلْم ، صح» .
و في لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۲۵ كلم : كَلَمَه يَكلِمه كَلْما و كَلَّمَه كَلْما : جَرَحَه . . . و الكِلام : الجراح .

6.. «ألف» : ـ بذلك .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ، ح ۲۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، ح ۶۱۸۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۱۷ ، ح ۲۳۱۰ ؛الدعوات ، ص ۱۸۸ ، ح ۵۲۱ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۷۶ ، ح ۴ .

8.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۶۵ قرأ .

9.. القيامة ۷۵ : ۱۷ و ۱۸ .

10.. «ألف» : حنينا . «ب» : خيببا . و كلاهما تصحيف ؛ راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ قرأ .

11.. في لسان العرب : لم يضطمّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2001
صفحه از 503
پرینت  ارسال به