و لا تُحوِج۱ إلى مراجعة و معاودة ؛ و إذا روي خُدَعَة ـ على وزن هُمَزَة ـ فالمعنى أنّ الحرب كالرجُل الخُدَعة الّذي يَغُرُّ صاحبه حتّى يستدرجه إلى المكروه، و۲ كذلك الحرب يغترّ بها الغَمَز۳ الّذي لم تحنِّكه۴ التجارب، فيتسرّع إليها غير عارف بمكاسدها و أحوالها ؛ فيؤخذ بكظَمه،۵ و يتردّى في فَحْمَته.۶۷
وقد قيل: قُحَمِه جمع قُحْمَة، و هو الموضع الذي يقتحمه أي يقع فيه.۸
و قد قيل: رأيُ الشيخ خير من مشهد الغلام.۹
و قد قال المتأخّر: الرأي قَبل شجاعة الشُّجعان.۱۰
و قال الآخر: نفاذ۱۱ الرأي في الحرب أنفع من الطعن و الضرب.۱۲
كلّ ذلك يؤول إلى معنى إحماد۱۳ بَرْد الخداع المغني عن حَرّ القِراع و
1.. «ب» : ـ و .
2.. «ب» : تخرج . و في هامشه : اللّه أعلم ، ولا تحوج إلى مراجعة .
3.. الغَمَز : رذال المال من الإبل و الغنم ، و الضعاف من الرجال ، يقال : رَجُل غَمَز من قوم غَمَز و أغماز ، و القَمَز مثل الغَمَز . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۹ غمز .
4.. حَنَكَ الدابّةَ يَحنِكها و يَحنُكها : جَعَلَ الرسَنَ في فيها من غير أن يشتقّ من الحنك . . . و في حديث طلحة أنه قال لعمر : قد حَنّكتْك الاُمور أي راضتك و هَذَّبتك ، يقال بالتخفيف و التشديد ، و أصله من حَنَك الفرسَ يَحنِكُه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۶ و ۴۱۷ حنك .
5.. الكظَم : مخرج النفَس من الحلق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۲۰ كظم ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۵۴ .
6.. فَحْمَة الليل : أوّله ، و قيل : أشدّ سواد في أوّله ، و قيل : أشدّه سوادا ، و قيل : فَحْمَته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس .
انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۴۸ فحم .
7.. سقط هذا السطر من «ألف» .
8.. العقد الفريد ، ج ۱ ، ص ۶۲ . و نقل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال : رأي الشيخ أحَبُّ إليَّ مِن جَلَد الغلام .نهج البلاغة ، الحكمة ۸۶ .
9.. هو لأبي الطيِّب المتنبّي ، و بعده : هُو أوّل و هي المحلّ الثاني . ديوان المتنبي ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ .
10.. «ألف» : نفاد .
11.. مجمع الأمثال ، ج ۱ ، ص ۳۶ .
12.. أحمَدَ الأرضَ : صادفها حميدةً ، فهذه اللغة الفصيحة ، و قد يقال : حَمَدَها . و قال بعضهم : أحمد الرجلَ إذا رضي فعله و مذهبه و لم ينشره . . . و أحمد الرجلُ : فَعَلَ ما يُحمَد عليه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ حمد .