115
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و يقال: ائتمنتُه على ذلك أي عددته أمينا.

و معنى الحديث: أنّه۱ يضيِّق على المشاوَر المستعان برأيه في المناصحة و المصادقة۲ للمشاوِر الّذي۳ فزع إليه و عوّل في أمره عليه، و يحتمل أن يكون أمرا للمستشير باختيار۴ المستشار الأمين الذي يصوّبه۵ و لا يخونه، فيقول له: لا تَستعن۶ برأي غير الموثوق به. و لفظ الحديث الخبر، و معناه الأمر، و كذلك الحديثان المتقدّمان۷، و قد ورد هذا الجنس من الكلام موردا۸ صالحا، و مِثله قولك للرَّجل في الدعاء له: «يُديم اللّه‏ توفيقَه» ؛ لفظه لفظ الخبر، و معناه الدعاء. و له إذا رُدّ إلى الحقيقة وجه صحيح و محمل فصيح۹، و هو أنّه /۵/ يدعو /۸/ له، و من شدّة تصوّر الإجابة لدعائه و توقّع كونه و حصوله كأنّه يخبر عن ثابت قائم غير منتظَر.

و في كلام عبيد اللّه‏ بن زياد حين أفشى عمر بن سعد ما أسرّ به۱۰ إليه مسلم بن عقيل رضى‏الله‏عنه: «إنّه لا يخونك الأمين ؛ و لكن يؤتمن الخائن».۱۱

1.. «ألف» : أن .

2.. «ب» : المصادفة .

3.. «ألف» : فرغ .

4.. «ألف» : باختبار .

5.. كذا ورد ، و الوجه أن يُقال : . . . الّذي يسدِّده ؛ لأنّ معنى «يُصَوِّبُهُ» : يَرى رأيَه صوابا ، مِن قولهم : صَوَّبه : إذا قال له : «أصبتَ» ، و ليس معناه: صَحَّحَ خَطَأَهُ . و من ذلك تسميةُ الجاحظ أحَدَ كُتبه : «تصويب عَلِيٍّ في اتّخاذ الحَكَمَين» أي الحُكمُ بكونه مُصيبا ، وقد تكرَّرَ منّي التنبيه على هذا الخطأ الشائع في مواضع سابقة في غير هذا الكتاب لوجود المقتضي و من استعمال السيد الراوندي لهذا اللفظ بالمعنى المغلوط فيه يظهر أنّ هذا الخطأ قديم حتى على أسلات أقلام العلماء الأُدباء ، و اللّه‏ العاصم الهادي . عبد الستّار .

6.. «ألف» : لا يستعين .

7.. «ألف» : المقدّمان .

8.. «ألف» : و قد ورد هذا الخبر موردا .

9.. «ألف» : صحيح .

10.. «ألف» : ـ به .

11.. الإرشاد للمفيد ، ج ۲ ، ص ۶۱ ؛ روضة الواعظين ، ص ۱۷۷ ؛ تاريخ الطبري ، ج ۴ ، ص ۲۸۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
114

الحديث الأشبه به۱ أن يكون مصدر أمُن، و الباء تتعلَّق بمحذوف، و التقدير: «المَجالس تَحسن بالأمانة۲، أو تُرتضى۳ بالأمانة» و ما أشبه ذلك، فكأنّه عليه‏السلام يقول: لِيَكن صاحب المجلس أمينا، لا يَنِمُّ۴ و لا يعيد ما عسى أن يَجلب على صاحبه شرّا أو يجرّ إليه ضرّا ؛ فإنّ المَجالس لا تَحسن و لا تجمل۵ إلاّ بكرم الصحبة و حسن العشرة و مراقبة الحاضر و مناصحة الغائب.

و روى جابر الأنصاري رضى‏الله‏عنه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَجالسُ بالأمانةِ إلاّ ثلاثةَ مَجالسَ: مَجلسٌ يُسفَك فيه دمٌ حرامٌ، أو يُهتَك فيه فَرجٌ حرامٌ، أو يُقتطَع۶ فيه مالٌ بغيرِ حَقٍّ».۷

و فائدة الحديث: النهي عن الوِشاية۸ و النميمة الّتي ربّما تؤدّي إلى القطيعة و الاُمور الفظيعة۹، و إلى التدابر و التناكر و التنافر و التهاجر، و الأمر بأداء الأمانة و اجتناب الخيانة.

و راوي الحديث: عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.

۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُستَشارُ مُؤتَمَنٌ.۱۰

«الاستشارة» مِثل المشاورة، يقال: شاورتُه في أمر كذا و استشرته. و «المؤتَمَن»: الأمين،

1.. «ألف» : ـ به .

2.«ألف» : بحسن الأمانة .

3.«ألف» : ترضى .

4.. نَمَّ فلانٌ يَنِمُّ نَمّا : ضَيَّع الأحاديث و لم يحفظها ، و نَمَّ الحديثَ : نَقَلَها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۲ نمم .

5.. «ألف» : لا يحسن و لا يجمل .

6.. «اُلف» : اقتطع .

7.. معدن الجواهر للكراجكي ، ص ۳۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۲ ، ح ۷۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۴۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۴۹ مع اختلاف يسير بين المصادر .

8.. وَشى به وَشيا و وِشايةً : نَمَّ به ، و سَعى به سِعايةً . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۹۳ وشي .

9.. الفظيع : الشديد ، و فَظُعَ الأمرُ و أفَظَع : اشتدّ و شَنُعَ ، و فَظِعتُ بأمري أي اشتدّ علَيَّ و هِبتُه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۴ فظع .

10.۱۰ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸ و ۳۹ ، ح ۴ و ۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۱۹ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۶۰۱ ، ح ۲۰ فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ ، ح ۳۹ و ص ۴۳۹ ، ح ۱۵۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۴۳ ، ح ۱۵۵۹۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2085
صفحه از 503
پرینت  ارسال به