113
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

من المهاجرات يقال لها اُمّ قَيس، فبرز في معرض المهاجرين، و أظهر خلاف ما أضمر، ففضحه الوحي، و كشف عن سرّه، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الأعمال بالنيّات، و إنّما لامرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى اللّه‏ِ و رسوله فهِجرتُه إلى اللّه‏ و رسوله، و من كانت۱ هِجرتُه إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوّجها فهجرتُه إلى ما هاجَرَ إليه.۲

و يُروى: الأعمال بالنيّة.۳ و لمّا كان لفظ النيّة مصدرا أو كالمصدر أفاد فائدة الجمع، و هذا دأب المصادر.

و روي: أنّ ذلك الرجل كان يلقَّب بعد ذلك بمهاجر اُمّ قيس.۴

و فائدة هذا الحديث: الأمر بالإخلاص، و تجريد الأعمال /۷/ من شوائب الرياء و السمعة، و تقديم العزمات عليها، و التأهّب و الاستعداد لها.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَجالِسُ بِالأمانَةِ۵.

«المَجالس» جمع مَجلِس بالكسر، أو مجلَس بالفتح، و الأوّل موضع الجلوس، و الثاني المصدر، و يقال للقائم: اُقعُد، و للنائم: اِجلِس. و الأمان و «الأمانة» واحد، و قد أمِنتُ آمَن، و «الأمانة» مصدر /۴/ أَمُن الرجُلُ يأمُن أمانةً إذا كان أمينا موثوقا به، و الذي في

1.. «ألف» : كان .

2.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۸۲ ، ح ۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۲۱۱ ، ح ۳۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۱۹ ؛ و ج ۴ ،ص ۲۵۲ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۱۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۳۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۶۹۸ ؛ سنن النسائي ، ج ۱ ، ص ۶۰ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

3.. الطرائف ، ص ۴۶۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۹ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۱۹ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۶۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۵۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۴۸ ؛ و ... .

4.. اُنظر : شرح مسند أبي حنيفة للقاري ، ص ۲۲۲ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷ ، ح ۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۴۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ ، ح ۴۸۶۹ ؛ الكافي ،ج ۲ ، ص ۶۶۰ ، ح ۱ و ۳ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۸ ، ح ۵۷۹۰ و في الأخيرين عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۳ ، ح ۷۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
112

المختار مع اعتبار الإضمار بشريطة أن يكون الإرادة۱ و المراد جميعا۲ من فعل۳ فاعل واحد. و يَتمسّك بهذا الحديث من لا يرى صحّة الفعل من دون النيّة.

و معنى الحديث: الأعمال تُقبَل و ترفع و تقع محلّ۴ القبول إذا /۳/اقترنتْ بها النيّات، و تقدّمتْها العزمات، و تجرّدت عن شوائب۵ الرياء، و طلبِ السمعة و الثناء، و ارتفعت عن طريق اللهو، و سُبكت۶ من خبث اللغو.

و روي في سبب هذا الحديث: أنّه لمّا هاجر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من مكّة إلى المدينة، و نَدَبَ الناسَ إلى الهجرة۷، و حثّ عليها، و جعلها شرفا۸ للمهاجرين ؛ حيث قال عليه‏السلام: «هاجِروا تُورِثوا أبناءَكم مجدا»،۹ رغب الناس فيها من مُحقٍّ و مبطلٍ و صادقٍ و كاذبٍ و مخلصٍ و مراءٍ، فقيّد النبيُّ ـ صَلَّى اللّه‏ عليه۱۰ ـ عليها بالإخلاص، و نهاهم عن اتّباع الصوَر دون المعاني، فقال مرّةً: الأعمال بالنيّات، و قال اُخرى: لا هجرةَ بعد الفتح،۱۱ إلى أمثال ذلك.

فروي: أنّ رجلاً خرج مهاجرا إلى المدينة، و غرضُه التزوّج بامرأة كان يميل إليها

1.. «ألف» : ـ متعلّقة بفعل المريد . . . يكون الإرادة .

2.. «ألف» : جمعا .

3.. «ألف» : ـ فعل .

4.. «ب» : ترفع بمحلّ .

5.. «ألف» : من شوب .

6.. «ب» : شبكت .
و سُبكت هنا أي خُلِّصت ، و السبائك : ما سُبك من الدقيق و نُخل فاُخذ خالصه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۸سبك .

7.. نَدَبَ القومَ إلى الأمر يَندُبهم نَدبا : دَعاهم و حَثَّهم . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۵۴ ندب .

8.. «ألف» : شرطا .

9.. الإمامة و التبصرة ، ص ۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۱۰ ، ح ۹۵۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۲۹۶ ، ح ۴۴۵۶۴ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۴۵۵ ، ح ۹۵۷۷ .

10.. «ألف» : عليه‏السلام .

11.. الخصال ، ص ۱۹۳ ، ح ۲۶۸ ؛ الخرائج و الجرائح ، ج ۲ ، ص ۵۴۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۳۸ و ۲۵۳ ؛ و ج ۵ ، ص ۹۸ ؛صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۲۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۷۵ ، ح ۱۶۳۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2117
صفحه از 503
پرینت  ارسال به