441
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

و «شيخ ، جليل ، صالح الحديث ، خيّر ، صالح ، خاصّ ، ممدوح ، عالم صالح» .
و لايبعد عدّ الأخير ممّا ينصّ على العدالة ، على القول بكونها حسنَ الظاهر و «مسكون إلى روايته» و غير ذلك .
و بالجملة ، فتلك الألفاظ ليست نصّا في التعديل ، و إذا لم تكن كذلك ، (فيفيد المدح المطلق) قطعا ، فيلحق روايتها بالحسن أو القويّ دون الموثّق ، فضلاً عن الصحيح.
(و ألفاظ الجرح) :
(ضعيف) ، (مضطرب القول) ، بل و (غالٍ) ، و احتمال أن يرام به غير المشهور إذا ورد في كلام القمّيين معارَض باحتماله ، و ربما يفصح عنه نقل المتأخّرين ذلك عنهم ، مقرّرين له ، و يشعر إلى عثورهم على ما يدلّ على عدم مخالفة القمّيين لهم و لو في بعض المواضع ؛ فتأمّل.
و (مرتفع القول) و (متّهم) يوجب الضعف ألبتّة ، و كذا (ساقط) و (ليس بشيء) أو (كذوب) ، (وضّاع) ، ملعون (و ما شاكلها) في الدلالة على الجرح.
و (دونها) «هو (يروي عن الضعفاء)» ؛ لاحتمال أن يروي عن غيرهم أيضا في أخبار خاصّة ، و لاحتمال أن يكون ذلك تعويلاً منه على قرائنَ أُخَرَ مجديةٍ صحّة رواية هؤلاء ، و إن كانوا ضعفاء بأنفسهم .
و كذا («لا يبالي عمّن أخذ») و («يعتمد المراسيل») ؛ فإنّ عدم المبالاة يمكن أن يتحقّق في غير الرواية دونها ، و كذا الاعتماد على المراسيل يستند إلى قرائنَ خارجةٍ.
(و أمّا نحو «يعرف حديثه و ينكر») أو («ليس نقيَّ الحديث» و أمثال ذلك ، ففي كونه جرحا) يعتدّ به (تأمّل) واضح ؛ لأنّ ربّ فاسق يُعرف حديثه ؛ لاحتفافه بقرائنَ تجدي صحّته ، و ربّ عادل يُنكر و يرد حديثه ؛ لموانعَ خارجة عن السند و قرائنَ مضعفة ، و هكذا يمكن أن يكون عادلٌ غيرَ نقيّ الحديث إذا جامعه في سلسلته فاسق آخر ، و غير ذلك .
و هاهنا ألفاظ أُخر ، و جرحٌ بحسب العقيدة ، فصّلناها بعضَ التفصيل في سلسلة


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
440

و أمّا (عين) ، فلاريب في إفادته المدح غايتَه ، و لكن نصّيّته على التعديل محلّ نظر ، (و ما أدّى مؤدّاها) كقولهم : «عدل» و «وجه من وجوه أصحابنا» و غير ذلك .
و (أمّا) ما لايدلّ على العدالة ، بل هو أعمّ منها و من المدح دونها ۱ ، كقولنا : (متقِن) ؛ فإنّه و إن دلّ على عدم تساهله و تغافله ـ في الجملة ـ في الرواية و كذا على إحكامه و إتقانه لها ، و لكن يمكن أن يجتمع مع عدم العدالة ، و المحصّل أنّه لايستلزمها.
أو (حافظ) ؛ لأنّ الحفظ لايختصّ بالعدل ، بل هو يعمّ الفاسق و غيره.
و كذا (ضابط) ؛ فإنّه بمعناه ، و كأنّه تأكيد له ؛ فتأمّل .
و أمّا (صدوق) ، فإنّه قد يكذب ، و لكنّ الظاهر أنّه يجري مجرى التوثيق و إن لم ينصّ عليه .
و أضعف منه (مشكور) ؛ فإنّ الشكر إن يمكن تحقّقه بالنسبة إلى مَحامدَ لم تصل حدَّ العدالة .
و كذا (مستقيم) ، و من البيّن أنّ الاستقامة تصدق بالاستقامة في الجملة و إن لم تصل حدَّ العدالة . نعم ، لو كان العدالة بمعناها اللغوي ، لدلّ الاستقامة عليها ، كما مرّ وجهه فيما مرّ .
و كذا (زاهد) ؛ فإنّ الزاهد يمكن جمعه مع كبيرة أُخرى .
و أضعف منه (قريب الأمر) ، بل قد يرشد إلى بُعده من الحقّ في الجملة.
(و نحو ذلك) من الألفاظ ، كفاضل ، على ما ذكره الشهيد رحمه الله ۲ و إن دلّ على العدالة أيضا نظرا إلى ما ورد في بعض الأخبار ۳ ، و قد مرّ حيث أُريد منه ذلك ، و أمّا بدونه فالمتّجه ما أفاد ؛ فإنّ مرجع الفضل العلم و هو يجامع الضعف بكثير ، كما عرفت .
و كذا قولهم«ديّن» و «يحتجّ بحديثه» و «يكتب حديثه» و «يُنظر فيه»و «لابأس به»

1.الضمير راجع إلى «ألفاظ التعديل» .

2.شرح البداية : ۸۱ .

3.دراسات في علم الدراية : ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7057
صفحه از 640
پرینت  ارسال به