المغرب و العِشاء الآخرة و تكبو على عَشائك لما قاسيت من ألم الجوع بالنهار ، فتأكل و أنت كسلان ؛ لما دهاك بالنهار ، فتبيت و تنام ، و ليس لك همّ و رغبة إلى المعاصي ، و أنا رجل جنديّ أبيت طولَ ليلي و نهاري أُصاحب الأوشاب ۱ و أُحاور الفسّاق ، و أُجالس الزواني ، و أنا مع ذلك أُجاهد نفسي و لا أعصي ربّي .
فأقرّ الشيخ بأنّه هو أعظم أجرا عند اللّه سبحانه .
و من هنا حكى صاحب الجواهر ما يؤيّد ذلك ؛ حيث قال :
قد سئل الأردبيلي ـ على ما نقل ـ : ما تقول لو جاءت امرأة لابسة أحسنَ الزينة متطيّبة بأحسن الطيب و كانت في غاية الجمال و أرادت الأمر القبيح منك؟ فاستعاذ باللّه من أن يبتلى بذلك ، و لم يستطع أن يزكّي نفسه .جواهر الكلام ۱۳ : ۲۹۶ .
إلى آخر ما أفاد.
و ربّما أورد شيخنا الأنصاري عليه بأنّ عدم الوثوق بالنفس في أمثال هذه الفروض الخارجة عن التعارف لايوجب عدم الملكة فيه ؛ إذ مراتب الملكة في القوّة و الضعف متفاوتة يتلو آخرُها العصمةَ .
و المعتبر في العدالة أدنى المراتب و هي الحالة التي يجد الإنسان بها مدافعة الهوى في أوّل الأمر و إن صارت بعد ذلك مغلوبة ، و من هنا تصدر الكبيرة عن ذي الملكة كثيرا .
و كيف كان ، فالحالة المذكورة غير عزيزة في الناس . ۲
و أنا أقول : لايخفى على المنصف عسرُ حصول الملكة بترك جميع المعاصي ؛ لما عرفت و ستعرف إن شاء اللّه تعالى .
و أمّا ذكره ، ففيه : أنّه هل كان له ملكة ترك هذا الفرض غير المتعارف أم لا؟ فإن