الزنادقة كثيرا ، حتّى يروى أنّهم وضعوا على النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أربعةَ عشرَ ألفَ حديث. ۱
و قد قال صلى الله عليه و آله وسلم : «قد كثرت عليَّ الكذّابة و ستكثر ، فمن كَذَب عليَّ متعمّدا ، فليتبوّأ مقعدَه من النار» . ۲
و كذا الغلاة و المفوّضة ـ لعنهم اللّه ـ من فرق الشيعة ، كأبي الخطّاب و يونس بن ظَبْيان و أبي سمينة و غيرهم.
و قال الكراميّة و بعض مبتدعة الصوفيّة بجواز وضع الحديث للترغيب و الترهيب ۳ زعما منهم : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ذمّ من كذب عليه و نحن لانكذب إلاّ له ، فلايكون حراما.
و في المحكيّ عن القرطبي في المُفْهم عن بعض أهل الرأي : أنّ ما وافق القياس الجليّ جاز أن يُعزى إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم . ۴
و قد تصدّى جمع لجمع تلك الموضوعات ، و عملوا كتبا و دفاترَ لأجل ذلك ، ك : الدرّ الملتقَط في تبيين الغلط و غيره.
تتميم نفعه عظيم :
إذا وُجِدَ حديث بسند ضعيف ، جاز أن يقال : إنّه ضعيف الإسناد ، لا ضعيف المتن ، و قد يُروى بصحيح أيضا ، و لكن يعلم ضعفه من خارج من القرائن ، كتنصيص واحد من أئمّة الفنّ عليه و غير ذلك .
و لا بأس بالعمل بمضمونه فيما يتعلّق بالسنن و الآداب و المكروهات و المواعظ و النصائح ، ما لم يعلم بلوغه درجة الوضع ، كما مرّ الإيماء إليه فيما مرّ .
و هذا في العمل بالضعيف نفسه من حيث هو هو ، و أمّا بعد تأييده بدليل آخر و
1.وسائل الشيعة ۱ : ۴۵ ـ ۴۶ ؛ الرواشح السماوية : ۱۹۶ ؛ نهاية الدراية : ۲۲ ـ ۲۳ ؛ فيض القدير ۶ :۲۸۰ ؛ الموضوعات ۱ : ۹ و ۳۸ .
2.الاحتجاج ۲ : ۲۴۶ ؛ الصراط المستقيم ۳ : ۱۵۶ ؛ بحار الأنوار ۲ : ۲۲۵ ، ح ۲ .
3.الرواشح السماوية : ۱۹۸ ؛ دراسات في علم الدراية : ۷۶ .
4.كتاب الأربعين للماحوزي : ۳۲۶ ؛ نهاية الدراية : ۳۱۳ ؛ دراسات في علم الدراية : ۷۶ .