الندس ذو تتبّع عريض ، و هم في هذا الباب يقدمون الصحيحين للبخاري و مسلم ، ثمّ سنن أبي داود و الترمذي و النسائي ، ثمّ السنن الكبيرة و يحثّون و يحرصون عليه ، و يقولون : لم يصنّف مثله.
ثمّ من المسانيد : مسند أحمد بن حنبل و غيره . ثمّ من العلل : كتابه ، و كتاب الدارقطني . و من الأسماء : تاريخ البخاري ، و ابن أبي خيثمة ، و كتاب ابن أبي حاتم . و من ضبط الأسماء : كتاب ابن ماكولا . و ليعتن بكتب غريب الحديث و شرحه ، وليكن الإتقان من شأنه ، و ليذاكر بمحفوظه ، و يباحث أهل المعرفة و الفطانة و أصحاب الأذهان الثاقبة و الأفكار الصائبة.
خاتمة : في الإشارة إلى جملة من الأُمور
اعلم أنّ لعلماء العامّة جملة أُخرى من المطالب و المسائل في هذا الفنّ قد جعلوا لكلّ واحدة من تلك المسائل عنوانا مستقلاًّ و ساقوا على طرزه كلاما ؛ فإنّى أرى أنّ إسهاب الكلام فيها و في أمثالها ممّا يوجب تضييع الأوقات و مع ذلك أُشير إليها إشارة إجماليّة.
فمن ذلك عنوانهم رواية الأكابر عن الأصاغر ، قالوا : فائدته أن لايتوهّم أنّ المروي عنه أكبر و أفضل لكونه الأغلب ، و من ذلك معرفة الإخوة في الصحابة و التابعين حتّى أنّ بعضهم أفرد بالتصنيف في ذلك.
و من ذلك رواية الآباء عن الأبناء كرواية العباس عن ابنه الفضل ، و من ذلك رواية الأبناء عن الآباء و هو نوعان : أحدهما : عن أبيه فقط ، و الثاني : عن أبيه عن جدّه.
و من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتيهما . و قالوا : للخطيب فيه كتاب حسن . ۱ و من فوائد حلاوة علوّ الإسناد مثاله : محمّد بن إسحاق السراج روى عنه