193
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

و لايجوز عكسه ؛ لأنّ في الرسول معنى زائدا على النبي صلى الله عليه و آله و هو الرسالة ؛ فإنّ كلّ رسول نبي و لاينعكس . ۱
و أنت خبير بأنّ كلّ ذلك ممّا ليس في محلّه . و الوجه ظاهر حتّى في قولهم كلّ رسول نبي و لاينعكس ؛ إذ مثل هذا كلام من لا تحقيق عنده ؛ فإنّ جبرئيل عليه السلام و غيره من الملائكة المكرّمين بالرسالة رسول لا نبيّ.
و كيف كان ؛ فإنّ مقتضى التحقيق في المقام هو الجواز ؛ لأنّه لايختلف به هنا معنى.

الفائدة السادسة :

ليس له أن يزيد في نسب غير شيخه أو صفته إلاّ أن يميّزه ، فيقول : «هو ابن فلان» أو «الفلاني» أو «يعني ابن فلان» و نحوه . و هذا في الصحيحين و غيرهما كثير.
فإن ذكر شيخه نسب شيخه في أوّل حديث ، و اقتصر في باقي أحاديث الكتاب على اسمه أو بعض نسبه ، فإن أراد السامع رواية تلك الأحاديث مفصولة عن الأوّل فهل يستوفي فيها نسب شيخ شيخه؟ حكى البعض عن أكثر العلماء جوازه ۲ ، و عن بعضهم أنّ الأولى أن يقول : «يعني ابن فلان» ۳
، و عن جمع أنّه يقول : «حدّثني شيخي أنّ فلان بن فلان حدّثه» ۴ و عن بعضهم «أخبرنا فلان هو ابن فلان» و استحبّه البعض.
و كلّه جائز و أولاه هو «ابن فلان» أو «يعني ابن فلان» ، ثمّ قوله : «إنّ فلان بن فلان» ثمّ أن يذكره بكماله من غير فصل . ۵
و قالوا أيضا : الكتب و الأجزاء المشتملة على أحاديث بإسناد واحد كنسخة همّام عن أبيهريرة و عمر بن شعيب ، منهم من يجدّد السند في أوّل كلّ حديث و هو

1.نقل عن النووى و البلقيني و البدرين جماعة كما في تدريب الراوي : ۴۰۵ و ۴۰۶ .

2.الكفاية في علم الرواية : ۲۱۵ .

3.نقل عن احمد بن حنبل في الكفاية في علم الرواية : ۲۱۵

4.نقل عن على بن المدينى و شيخه ابى بكر الإصبهاني الحافظ في الكفاية في علم الرواية : ۲۱۶ و ۲۱۵ ؛ تدريب الراوي : ۳۹۹ .

5.تدريب الراوي : ۴۰۰ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
192

ولو روى حديثا بإسناد ثمّ أتبعه إسنادا و قال في آخره : «مثلَه» فأراد سامعه رواية المتن بالإسناد الثاني فالأظهر جوازه . و قد منعه جمع منهم ، و اشترط بعضهم الجواز بكون السامع متحفّظا مميّزا بين الألفاظ . و قيل : إنّ جماعة منهم من العلماء إذا روى أحدهم مثل هذا ذكر الإسناد ثمّ قال : مثل حديث قبله متنه كذا . ۱
ثمّ الظاهر أنّه لا فرق بين لفظة «مثله» و لفظة «نحوه» في هذا الباب ، و لاسيّما إذا لوحظ جواز الرواية بالمعنى .
و قال بعضهم : يلزم المحدّث المتقن أن يفرق بين «مثله» و «نحوه» فلايجوز أن يقول مثله إلاّ إذا اتّفقا في اللفظ ، و يجوز «نحوه» إذا كان بمعناه . ۲
هذا ، و أنت خبير بما فيه ؛ فتأمّل.
قيل : إذا ذكر الإسناد بعض المتن ، ثمّ قال : «و ذكر الحديث» فأراد السامع روايته بكماله فهو أولى بالمنع من «مثلُه» و «نحوه» ۳ ، و أجازه البعض إذا عرف المحدّث و السامع ذلك الحديث.
و لايخفى عليك أنّ هذا إنّما يتّجه على تقدير شموله بالإجازة ، و يكون على مذهب من أجاز في القول المجاز «أخبرنا» و «حدّثنا».
و الاحتياط أن يقتصر على المذكور ثمّ يقول : «قال» و «ذكر الحديث و هو كذا» و يسوقه بكماله .
و إذا قلنا بجوازه فهو على التحقيق بطريق الإجازة القويّة في ما لم يذكره الشيخ ، و لايفتقر إلى إفراده بالإجازة.
ثمّ لايخفى عليك أنّ بعض العامّة . قال : لايجوز تغيير قال النبي صلى الله عليه و آله إلى قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله و لا عكسه . ۴ و قال بعضهم : يجوز تغيير النبي صلى الله عليه و آلهإلى الرسول صلى الله عليه و آله

1.الكفاية في علم الرواية : ۲۱۲ .

2.قاله الحاكم النيشابوري على ما في التقريب : ۷۰ .

3.منعه ابو اسحاق الإسفرايني على ما في تدريب الراوي : ۴۰۵ .

4.مقدّمة ابن الصلاح : ۱۴۵ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7154
صفحه از 640
پرینت  ارسال به