181
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

ثمّ إنّه ينبغي أن يكون اعتناؤه بضبط الملتبس من الأسماء أكثر ، و يستحبّ ضبط المشكل في نفس الكتاب ، و كتبه مضبوطا واضحا في الحاشية قبالته.
و هكذا ينبغي الاعتناء بضبط ما اختلف فيه من أسماء الرواة أو من كلمات متن الحديث مطلقا أي على أيّ نحو كان هذا الاختلاف ، و بضبط مختلف الروايات و تمييزها فيجعل كتابه على روايةٍ ، ثمّ ما كان في غيرها من زيادة ألحقها في الحاشية ، أو نقص أعلم عليه ، أو خلاف كتبه معيّنا في كلّ ذلك من رواه بتمام اسمه لا رامزا.
ثمّ إنّه ينبغي أيضا أن يجعل بين كلّ حديثين دائرة صغيرة من غير لون الأصل.
و قال جمع منهم : «إنّ التفصيل بين كلّ حديثين بدائرة قد نقل عن جماعات من المتقدّمين . و قال بعضهم : يستحبّ أن تكون غفلاً فإذا قابل نقط وسطها ، و ذكر جمع منهم أنّه يكره في مثل عبد اللّه و عبد الرحمن بن فلان كتابة عبد آخر السطر و إسم اللّه مع ابن فلان أوّل [السطر] الآخر ، و كذا يكره «رسول» آخره و «اللّه صلى الله عليه و آله» أوّله و كذا ما أشبهه ۱ » .
ثمّ إنّه ينبغي أن لايخلّ بالصلاة و السلام بعد اسم النبي صلى الله عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلامو فاطمة عليهاالسلام و سائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام . وليكن ذلك كلّه صريحا من غير رمز ، و لايسأم من تكرّره ولو في سطر واحد ، و من أغفله حرم حظّا عظيما.
و الظاهر أنّ ذلك ممّا كانت عليه سيرة الأقدمين و الأواسط من أهل الحديث . و قد ورد عن طريق العامّة أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : «من صلّى عليّ في كتابٍ لم تزل الملائكة يصلّون عليه مادام اسمي في ذلك الكتاب ۲ » .
و لايخفى عليك أنّ تلك السيرة جارية في اسم اللّه تعالى أيضا بمعنى أنّه إذا كتب اسم اللّه تعالى اتبعه التعظيم ك «عزّ وجلّ» و نحوه . و هذا ممّا يساعده العقل أيضا ، و دون ما ذكر في المرتبة الترضّي و الترحّم على الصحابة الأخيار و العلماء الأبرار.

1.التقريب : ۵۹ .

2.المعجم الأوسط ۲ : ۲۳۲ ؛ كشف الخفاء ۲ : ۲۵۷ ، ح ۲۵۱۸ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
180

فيه «يا محمّد، حيث تكن أنت يكن عليّ فيه ، و حيث يكن عليّ فيه يكن محبّو عليّ فيه و إن اجترحوا» ۱ الحديث.
و لايخفى عليك أنّ نظائر هذا في غاية الكثرة.
نعم ، إنّ أكثر كتب القدماء في الأحاديث من أصحابنا الإماميّة قد ذكرت فيها الأحاديث ذوات الأسباب بأسبابها ، و من تتّبع أحاديث العامّة يجد أنّ جملة كثيرة من الأحاديث ذوات الأسباب قد طرحوا أسبابها و ذكروها بلا أسباب ، فليس هذا منهم إلاّ لأغراض فاسدة من كتم فضائل أهل بيت العصمة و مناقب آل الرحمة ، و من ستر عيوب و مثالب أعدائهم و نحو ذلك.
و بالجملة : فإنّ معرفة هذا الشأن من الأُصول المهمّة في فنون الأحاديث.
و قال بعض علماء العامّة : إنّه «قد صنّف فيه بعض شيوخ أبي يعلى الفراء الحنبلي و هو أبوحفص العكبري ، و قد ذكر الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد أنّ بعض أهل عصره شرع في جمع ذلك ، و كأنّه ما رأى تصنيف العُكبري المذكور» . ۲

الفائدة الثانية : في بيان آداب كتابة الحديث:

و قد ذكر بعض فضلائنا ، و جمّ غفير من علماء العامّة ، أنّ معرفة ذلك من الأُمور المهمّة .
فينبغي تبيين الخطّ،و عدم إدماج بعضه في البعض ، و إعراب ما يخفى وجهه. و بعبارة أُخرى أن يكتب مبيّنا مفسّرا ، و يشكل المشكل منه أو ينقطه ، و هذا كلّه لإزالة اللبس .
و قد ذكر بعضهم : أنّه قد نقل عن أهل العلم كراهة الإعجام و الإعراب إلاّ في الملتبس ، و قيل : يشكل الجميع. ۳

1.الطرائف : ۱۵۶ ؛ الجواهر السنيّة : ۳۱۱ ؛ بحار الأنوار ۳۹ : ۲۹۴.

2.نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر : ۱۴۴ .

3.التقريب : ۵۸ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7084
صفحه از 640
پرینت  ارسال به