الكتاب ، فمن أراد ذلك فليرجع إلى كتبنا الأُصوليّة.
ثمّ إنّ من جملة الأقسام ما هو و إن كان خارجا عن جنس الحديث المصطلح و غير داخل تحت أقسامه قطعا إلاّ أنّ عدّهم إيّاه في عداد الأقسام إنّما هو من قبيل التسامح . و كيف كان ، فإنّا قد أسلفنا جملة من الكلام ممّا يتعلّق به في الفنّ الأوّل من هذا الكتاب.
الفصل الثاني : في ذكر جملة من الفوائد المتفرّقة التي كلّ واحدة منها بمنزلة أصل و قاعدة من أُصول هذا الشأن
الفائدة الأُولى : السند ، هو الإخبار عن طريق متن الحديث و هو مأخوذ إمّا من قولهم : «فلان سند أي معتمد ، فسمّي الإخبار عن طريق المتن سندا لاعتماد أهل هذه الصناعة في صحّة الحديث و ضعفه عليه ، أو من السند و هو ما ارتفع و علا من سفح الجبل ؛ لأنّ المسند يرفعه إلى قائله ، فالإسناد هو رفع الحديث إلى قائله لكن المحدّثين يستعملون السند و الإسناد بمعنى واحد . أي الطرق الموصلة إلى المتن فهو عبارة عن الرواة و قد يكون بمعنى حكاية طريق المتن.
و أمّا المتن ، فهو عبارة عن غاية ينتهي إليها الإسناد من الكلام ، و في التسمية بذلك وجوه من أنّه مأخوذ من المتانة أي المباعدة في الغاية ، أو من «متنت الكبش» إذا شققت جلد بيضته و استخرجتها ، أو من المتن و هو ما صلب من الأرض ، أو من مُتن الشيء ـ بالضمّ ـ متانة أي قوي ، أو أنّه منقول من متن الظهر و هما مكتنفا الصلب عن يمين و شمال من عصب و لحم.
و بالجملة : فإنّ متن كلّ شيء ما يقوم به ذلك الشيء ، فمتن الحديث ألفاظه التي تقوم بها المعاني.