من فوائده زيادة الضبط ، و قلّما يسلم عن خلل في التسلسل. ۱
هذا ، و لايخفى عليك أنّ المقصود من ذلك أنّ التسلسل ليس ممّا له مدخل في قبول الرواية و عدمه ، و إنّما هو فنّ من فنون الضبط و ضرب من ضروب المحافظة ، ففيه فضل الحديث من حيث الاشتمال عن مزيد ضبط للرواة ، و أفضل ذلك ما فيه دلالة على اتّصال الأسماء .
ثمّ المسلسلات قلّ ما يسلم منها ممّن طعن في وصف تسلسله لا في أصل متنه أو في رجال طريقه.
ثمّ اعلم أنّه قيل : و قد يقع التسلسل في معظم الإسناد كالحديث المسلسل بالأوّليّة فإنّ السلسلة تنتهى فيه إلى سفيان بن عيينة فقط ، و من رواه مسلسلاً إلى منتهاه فقد وهم . و قيل : أيضا و قد ينقطع تسلسله في وسط كمسلسل أوّل حديث سمعته على ما هو الصحيح فيه ، و قيل : أيضا و قد ينقطع التسلسل في آخره كالمسلسل بالأوّليّة على الصواب ؛ فإنّه منقطع التسلسل عن سفيان بن عيينة ، و من رفع تسلسله بعد فقد غلط ، و قيل : بأوّل حديث سمعته منقطع وصف التسلسل في الوسط فإنّه ينتهي إلى سفيان بن عيينة و لايتعدّاه و غلط من رواه مسلسلاً إلى منتهاه.
و لايخفى عليك أنّ قول سفيان : «حدّثني شيخي ، و هو أوّل حديث سمعته منه» إلى قول : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ؛ و بعده عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس مولى عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : «الراحمون يرحمهم الرحمن» ۲ . ۳
و قال بعض الأجلّة منّا ـ في مقام تصحيح هذا الغلط أي في مقام عدّه من المستقبحات و إخراجه عن تحت الأغلاط و الأوهام ـ : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهليس هو منتهى الإسناد بمعنى الطبقة الأخيرة من السند حتّى لايصحّ ما قاله ذلك البعض ، بل