91
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

من يحذو حذوهم ، و إلى أنّ في تتبّع كتب الأحاديث من العامّة فوائد كثيرة و عوائد وفيرة ، و إلى جملة من الأُمور المتعلّقة بذلك.

الخاتمة :

في الإشارة إلى جملة من الأُمور ، و ذلك من أنّ للعلماء العامّة جملة أُخرى من المطالب و المسائل في هذا الفنّ قد جعلوا لكلّ واحد من تلك المسائل عنوانا مستقلاًّ و ساقوا على طرزه كلاما ، و فيها الإشارة إلى تلك العناوين ، و هي نيّف و عشرة.
و فيها الإشارة أيضا إلى أنّ أكثر تلك العناوين غير مندرج تحت علوم الحديث و علم الإسناد ، و أنّ جملة منها قد وقعت في كتبهم في علم الإسناد و على نهج التنبيه و نمط الإرشاد ، و أنّ جملة منها ممّا يندرج تحت علم الإسناد و علوم الحديث إلاّ أنّها ممّا لايثمر بالنسبة إلى أحاديثنا المرويّة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام .
و فيها أيضا إشارة إلى جملة من المواعظ و النصائح ، فهذا ما أردنا من فهرست فنّ الدراية .
فها أنا الآن أشرع ـ بعون اللّه تعالى ـ و حسن توفيقه في ذكر المطالب فأقول : إنّ مطالب هذا الفنّ تذكر في ضمن فصول :

الفصل الأوّل : في بيان الأقسام الكثيرة و الضروب الوفيرة للحديث

فمنها : العالي الإسناد ، و قيل : الإسناد خصيصة لهذه الأُمّة و سنّة بالغة ، و طلب العلوّ فيه سنّة أُخرى ، و لهذا استحبّت الرحلة لطلب الأحاديث. ۱
هذا ، فالعالي الإسناد بالقرب من المعصوم عليه السلام و قلّة الوسائط أفضل أنحاء علوّ

1.التقريب : ۷۵ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
90

الرواية بالمعنى و ما يتعلّق بذلك.
و بيان أنّ الحديث إذا كان عن اثنين أو أكثر و اتّفقا في المعنى دون اللفظ فله جمعهما في الإسناد ، و ما يتعلّق بذلك من المسائل.
و بيان أنّه إذا كان في سماعه بعض الوهن فعليه بيان حال الرواية ، و حال ما إذا حدّثه من حفظه في المذاكرة ، و حال الحديث الذي يكون عن ثقة و مجروح ، و ما يتعلّق بذلك من المسائل.
و بيان أنّه إذا اختلفت الأحاديث فلايجوز خلط شيء منها في شيء.
الفائدة الخامسة : فيها الإشارة إلى بيان الحال في رواية بعض الحديث الواحد دون بعض ، و إلى حال تقطيع المصنّف الحديث في الأبواب ، و حال تقديم المتن و هكذا تقديم بعض السند ، و إلى حال أن روى حديثا بإسناد ثمّ أتبعه إسنادا ، و إلى حال ما يتعلّق بهذه المسائل ، و الإشارة أيضا إلى أنّه يجوز تغييرِ «قال النبيّ صلى الله عليه و آله» إلى «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله» و هكذا عكسه.
الفائدة السادسة : فيها الإشارة إلى أنّه ليس له أن يزيد في نسب غير شيخه أو صفته إلاّ أن يميّزه ، و إلى حال الكتب و الأجزاء المشتملة على أحاديث بإسناد واحد ، و إلى حال حذف لفظة «قال» و نحوه بين رجال الأسناد في الخط و ما يتعلّق بذلك .
الفائدة السابعة : فيها الإشارة إلى أنّ علم الحديث يناسب مكارم الأخلاق و محاسن الشيم و هو من علوم الآخرة.
و فيها الإشارة أيضا إلى جملة من آداب الطالب و جملة من آداب الشيخ المحدّث ، و الإشارة إلى حال الإستكثار من الشيوخ و إلى أنّ فوائد ذلك كثيرة حتّى في أمثال الإجازات العامّة ، و إلى أنّه ينبغي الإتقان و الإحكام فيما يتعلّق بالصحّة و الضعف و فقه الأحاديث و معانيها و لغتها و إعرابها و مطلق دقائق المعارف و دقائق الحكم في الأخبار المتعلّقة بأُصول العقائد و الحكمة النظريّة و العمليّة ، معيّنا بضبط المشكلات و المعضلات في كلّ باب حفظا و كتابةً ، مقدّما كتب المحمدين الثلاثة و

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7296
صفحه از 640
پرینت  ارسال به