89
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

كتابته بعد ذكر اسم اللّه تعالى ، و هكذا بعد ذكر النبيّ و آله المعصومين و أوصيائه الطاهرين ـ صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين ـ ، و هكذا بعد ذكر الأصحاب الأخيار و العلماء الأبرار ، و الإشارة أيضا إلى أنّ صلاة العامّة و تسليمهم على النبيّ صلى الله عليه و آله من قبيل الصلوات و التسليمات البتراء ، و الاشارة إلى ما يكتب عند تحويل السند ، و بيان حال الضرب أو الحكّ أو المحو إذا وقع في الكتاب ما ليس منه ، و حال المكرّر ، و حال تخريج الساقط و التصحيح و التضبيب و التمريض ، و الإشارة أيضا إلى ما يكتب في حواشي نسخ الكتب الأربعة من الحروف و الرموز المشيرة إلى حال السند.
الفائدة الثالثة : في بيان أنّه قد غلب على كتاب الأحاديث للعامّة الاقتصار على الرمز في حدّثنا و أخبرنا ، و فيها الإشارة أيضا إلى أنّ معرفة صفة عرض الكتاب من الأُمور المهمّة ، و المراد من ذلك مقابلته مع الشيخ المسمع أو ثقة أو نفسه شيئا فشيئا ، و هكذا معرفة صفة سماعه أو صفة إسماعه و هكذا إلى ما يتعلّق بذلك.
و فيها أيضا تذييل مشير إلى ما يكتب في الكتب المقروءة على الشيوخ ، و إلى ما يجب على كاتب السماع من التحرّي ، و بيان السامع و المسمع و المسموع ، و إلى ما يشبه ذلك من المسائل.
و فيها أيضا تذنيب مشير إلى جملة من الأُمور ، و ذلك مثل الإشارة إلى الخلاف الواقع في باب الرواية و الإفراط و التفريط الواقعين في ذلك ؛ حيث إنّ قوما يحكمون بأنّه لاحجّة إلاّ فيما رواه من حفظه ، و طائفة يجوّزون الرواية من نسخ غير مقابلة بأُصولهم ؛ و إلى تحقيق الحال فيما إذا أراد الرواية من نسخة ليس فيها سماعه و لا هي مقابلة به لكن سمعت على شيخه أو فيها سماع شيخه أو كتبت عن شيخه و سكنت نفسه إليها ، و إلى ما يشبه ذلك من المسائل.
الفائدة الرابعة : في بيان مسائل متفرّقة ممّا ينبغي للراوي تركه و ما ينبغي له فعله ، وذلك كالاجتناب عن الرواية بقراءة لحّان أو مصحّف ، أو كتعلّمه جملة من العلوم و أنّ طريق السلامة هو الأخذ من أفواه أهل المعرفة ، و بيان الحال فيما إذا وقع في روايته لحن أو تحريف و ما يتعلّق بذلك ، و أنّ من ليس عالما بالألفاظ و مقاصدها لايجوز له


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
88

إلى تزييف كلام جمع من العامّة من أنّه لا يتّجه في هذه الأزمان غير العمل بالوجادة .
و فيها تذييل مشير إلى جملة من المسائل المهمّة ، و ذلك مثل : الإشارة إلى أهليّة التحمّل و الخلاف الواقع في ذلك و اعتبار التمييز في الصغير المتحمّل ، و إلى قضية صغير حمل إلى المأمون و قضيّة محمود بن الرّبيع ، و إلى أنّه ينبغي أن يتبادر بإحضار الصغار و الأطفال في مجلس التحديث و الاستخارة لهم.
الفائدة الثالثة : في بيان ألفاظ الجرح و التعديل على النمط المتداول بين علماء العامّة.

الفصل الرابع

هو أيضا متضمّن لجملة أُخرى من الفوائد ، لكن ما في تلك الفوائد من المسائل و المباحث ليس كما تضمّنته فوائد الفصول السابقة ـ أي في شدّة مسّ الحاجة إليها ـ إلاّ أنّها مع ذلك ممّا تزيد به البصيرة و الحذاقة في هذا الفنّ.
الفائدة الأُولى : في الإشارة إلى معرفة سبب الحديث و أنّها من الأُمور المهمّة فهذا شأن جليل و أمر عظيم ، و إلى أنّ الإخلال بذلك ـ أي أنّ ترك الأسباب في الذكر ـ تفوت به مقاصد عظيمةٌ و التمثيل لذلك بالحديث القدسي و فيه «يا محمّد صلى الله عليه و آله أنت منّي حيث شئت أنا ، و عليّ منك حيث أنت منّي ، و محبّو علي منّي حيث عليّ منك»۱ ، و الإشارة إلى أنّ حمل ما في هذا الحديث على الأكامل من الشيعة يستلزم التخصيص الموردي ، و إلى أنّ أكثر كتب القدماء من الإماميّة قد ذكرت فيه الأحاديث ذوات الأسباب بأسبابها ، و أنّ العامة قد طرحوا في جملة كثيرة من المقامات أسباب الأحاديث ذوات الأسباب و ذلك لأغراض فاسدة منهم ، و إلى أنّ بعض العامّة قد صنّف في هذا الشأن كتابا.
الفائدة الثانية : في بيان آداب كتابة الحديث . و فيها أيضا إشارة إلى ما لاينبغي ترك

1.مائة منقبة للقمي : ۴۳ ؛ الجواهر السنيّة : ۳۰۳ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7343
صفحه از 640
پرینت  ارسال به