443
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

قلبا و أحضرُ بالاً من القارئ . و اقتصار الصادق عليه السلام عليه فقط ، حيثما سأله عبداللّه بن سنان مع العلم بتعسّر القراءة عليه ، ففي صحيحته عنه عليه السلام ، قال :
قلت له : يجيئني القوم فيسمعون منّي حديثي فأضجر و لا أقوى ، قال : «فاقرأ عليهم من أوّله حديثا و من وسطه حديثا» . ۱
الحديث .
و كيفما كان ، (فيقول المتحمّل) للخبر بهذا النحو : (سمعت فلانا) ؛ و هذا أعلى ما يقول ، ثمّ حدّثني (أو حدّثنا) ، ثمّ خبّرنا (أو أخبرنا) ، ثمّ أنبأنا أو (نبّأنا) ، و هما نادرا الوقوعِ .
و أمّا قال لنا و ذكر لنا فهما أشبه بالمذاكرة دون مقام التحديث و إن دلاّ على مدلولِ ما مرّ .
و أدناها قال فلان مقتصرا عليه ؛ لعدم دلالته على نفي الواسطة و إن حمل عليه مع لقاء الراوي المرويَّ عنه .
(الثاني) من تلك الأنحاء : (القراءة عليه) ، (و يسمّى العَرْضَ) أيضا .
(و شرطه حفظ الشيخ) عن ظهر القلب ، (أو كونُ الأصل المصحَّحِ بيده أو يد ثقةٍ) غيره بحضرته ، بل و لايبعد جواز كونه بيد غير الثقة أيضا ، إذا كان الشيخ مستمعا واعيا ، فإنّه يتنبّه على لحن غير الثقة ألبتّة ؛ فتأمّل .
و أمّا احتمال السهو على الثقة ، فكالسهو من الشيخ ؛ لعدم عصمته قطعا ، فلايعبأ به ؛ لندرة وقوعه.
و لاخلاف في صحّة هذا القسم و اعتباره ، بل هو موضع وفاق للمحدّثين .
و قيل : العَرْض و السماع سواء ، وفاقا لعلماء الحجاز و الكوفة ؛ لتحقّق القراءة في الحالتين و قيام سماع الشيخ مقام قراءته .
و روي عن ابن عبّاس في النبويّ صلى الله عليه و آله : أنّ قراءتك على العالم و قراءةَ العالم

1.الكافي ۱ : ۵۱ ـ ۵۲ ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ۲۷ : ۸۰ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
442

الذهب ، فلاحظها و تأمّل.
الثالثة و العشرون : لايخفى و لايحتجب أنّ (رواية من اتّصف بفسق بعد صلاح أو بالعكس لاتعتبر) إذا اشتبه صدورها منه في أيّ حال تحقّق ، و (حتّى يعلم أو يظنّ صلاحه وقتَ الأداء) ، فإذا علم صحّ العمل بمقتضاه ، و أمّا إذا لم يعلم لم يعمل به ؛ فإنّ العدالة شرط حالَ الأداء ، و إلاّ لم يؤمَن الراوي عن الكذب ، و لأجل ذلك لم تقبل رواية الصبيّ إذا أدّاها و هو كذلك ، على الأقوى .
(أمّا) العدالة (وقتَ التحمّل) ، فلايشترط على الأظهر ، و كذا الإيمان بل الإسلام، فمن تحمّل رواية صبيّا مميّزا أو مخالفا أو كتابيّا أو مشركا ، ثمّ أدّاها بعد ارتفاع الموانع من القبول ، قُبل و لم يردّ ؛ و اللّه أعلم .

(الفصل) الخامس : فى تحمّل الحديث و طرق نقله.

فاعلم أنّه يشترط التمييز إن تحمّل سماعا أو بما في معناه ، لا الإسلام و الإيمان و العقل و البلوغ .
نعم ، لابدّ من اشتراط التمييز ـ هنا خصوصا ـ و المناط عليه ، فلاعبرة بعشر أو خمس أو أربع أو غير ذلك ، و لا كونِه أصغرَ سنّا و رتبةً من المرويّ عنه ، كرواية عبّاس عن ابنه ، هذا .
و (أنحاء تحمّل الحديث سبعة) :
(أوّلها) و أولاها ـ و لو على قول ـ : (السماع من الشيخ) حالَ قراءته ـ (و هو أعلاها) ـ سواء تلفّظ به حفظا أو كتابا و أصلاً .
و أولويّته على غيره لأنّ الشيخ أعرف بوجوه الضبط و التأدية ، و هو خليفة خلفاء اللّه و حججه على أرضه ، فالسماع منه كالسماع منهم ، و هو سفير النبيّ صلى الله عليه و آله إلى أُمّته ، و لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخبر الناس و أسمعهم بما نزل عليه ، و لأنّ المستمع أربطُ جأشا و أوعى

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7243
صفحه از 640
پرینت  ارسال به