45
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

و أمّا التهذيب و الاستبصار فهما تأليف شيخ الطائفة و رئيسها أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ـ أطاب اللّه ثراه و أعلى محلّه و مأواه ـ و له مؤلّفات اُخرى في التفسير و الأصول و الفروع ، لا يحضرني كميّتها . توفّي بالمشهد الغرويّ ـ على ساكنه صلوات اللّه ـ سنة ستين و أربعمائة . ۱
فهؤلاء المحمّدون الثلاثة ـ سقى اللّه تربتهم و أعلى في الكرامة رتبتهم ـ أئمّة المحدّثين من أعلام المتأخّرين ، من علماء الفرقة المحقّة الناجية الإمامية الاثنى عشرية رضوان اللّه عليهم أجمعين.

منهج [۱۲] : [ في كيفيّة الإسناد في الكتب الأربعة ]

دأب ثقة الإسلام أبي جعفر الكليني ـ قدّس اللّه روحه ـ في كتاب الكافي أن يأتي في كلّ حديث بجميع سلسلة السند إلى المعصوم غالبا أو البعض . و أمّا الباقي فيحيل فيه على ما سبق . مثاله : «عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه .. . عن أبي عبد اللّه عليه السلام» و يذكر الحديث ، ثمّ يقول بعده : «و بهذا الإسناد عن أبيه» و الضمير عائد على «أحمد بن محمّد البرقي» ؛ فيكون في الحقيقة كالمذكور .
و دأب رئيس المحدّثين أبي جعفر محمّد بن بابويه القمّي ـ نوّر اللّه مرقده ـ في كتاب من لا يحضره الفقيه ، أن يترك أكثر السند غالبا من أوّله ؛ و يكتفي بذكر الراوي الذي أخذ عن المعصوم عليه السلام فقط ؛ ثمّ يذكر الطرق المتروكة في آخر الكتاب مفصّلة متّصلة . و لم يخلّ بذلك إلاّ نادرا . مثاله : «سأل عمّار الساباطي أبا عبد اللّه عليه السلامعن كذا» و يذكر الحديث ، ثمّ يقول في آخر الكتاب : «كلّ ما كان في هذا الكتاب عن عمّار بن موسى الساباطي،فقد رويته عن أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي اللّه عنهما ـ عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عمرو بن سعيد

1.خلاصة الأقوال : ۱۴۹ الفصل ۲۳ ، ت ۴۶ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
44

و كان ما وصل إلى قدماء محدّثينا ـ رضوان اللّه عليهم ـ من أحاديث أئمّتنا صلوات اللّه عليهم أجمعين قد جمعوه في أربعمائة كتاب تسمّى : الأُصول ، و قد تواتر أمرها في الأعصار كالشمس في رابعة النهار.
ثمّ توفق جماعة من المتأخّرين ـ أعلى اللّه مقامهم و أجزل إكرامَهم ـ بالتصدّي لجمع تلك الكتب الشريفة و ترتيبها على الوجوه اللطيفة . فألّفوا منها كتبا مبسوطة جليلة و أصولاً مضبوطة جميلة ، محيطة على ما به المراد و الكفاية ، مشتملة على الأسانيد المتّصلة بأصحاب الهداية ـ عليهم السلام و التحية البالغة و الإكرام ـ ، ككتاب الكافي و كتاب من لا يحضره الفقيه و كتاب التهذيب و كتاب الاستبصار . و هذه الاُصول الأربع التي عليها المدار في هذه الأزمنة و الأعصار . و كتاب مدينة العلم ۱ و الخصال و الأمالي و عيون الأخبار و غيرها من الكتب المعتبرة.
أمّا الكافي: فهو تأليف ثقة الإسلام و قدوة الأعلام ، أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ـ قدّس اللّه روحه و نوّر ضريحه ـ ، و كانت مدّة تأليفه له عشرين سنة ، توفّي ببغداد سنة ثمان ـ أو تسع ـ و عشرين و ثلاثمائة . ۲
و أمّا من لا يحضره الفقيه ، فهو تأليف رئيس المحدّثين و حجّة المسلمين أبي جعفر محمّد بن [عليّ بن] بابويه القمّي أعلى اللّه مكانه و أفاض عليه إحسانه ، و له مؤلّفات تقارب ثلاثمائة كتاب. ۳ توفّي بالري سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة . ۴

1.و حولها اقوال مختلفة ؛ لاحظ : «آينه پژوهش ، ش ۴۸ ، ص ۹ ، در جستجوى مدينة العلم ، كريمى ، حسين».

2.رجال النجاشي : ۲۶۶ ترجمة محمّد بن يعقوب الكليني . و في جامع المقال : ۱۹۳ : و أما الكافي ، فجميع أحاديثه حصرت في ستة عشر ألف حديث و مائة و تسعة و تسعين حديثا ؛ الصحيح باصطلاح من تأخّر خمسة آلاف و اثنان و سبعون حديثا ، و الموثق ألف و مائة و ثمانية عشر حديثا ، و القويّ منها اثنان و ثلاثمائة ، و الضعيف منها أربعمائة و تسعة آلاف و خمسة و ثمانون حديثا ، واللّه أعلم.

3.الفهرست : ۱۵۶ .

4.رجال النجاشي : ۲۷۶ ـ ۲۷۹ ترجمة محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه الشيخ الصدوق.

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7298
صفحه از 640
پرینت  ارسال به