43
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

ثالثها : إذا تعدّدت أحاديث الباب بإسناد متّحد ، كان للراوي الخيار بين الاقتصار على السند السابق محيلاً عليه ـ فيقول : «و بهذا الإسناد» ۱ و نحوه ـ و بين تكرار السند مع كلّ حديث.
رابعها : عدم زيادة الراوي على كلام صدَر عمّن نقل عنه ، و إن اقتضاه الواقع ؛ نعم ، له ذلك مع التمييز كرواية الشيخ الطوسي عن أحمد بن محمّد و ليس له أن يقول : عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ، و إن كان في الحقيقة هو ؛ بل يميّزه بقوله : «أعني ابن عيسى».
خامسها : إذا ذكر الشيخ كلاً من الحديث و الإسناد ، ثمّ ذكر بعد الآخر لفظ مثله ، لم يكن للراوي إبدال المثلية بمتن ذلك الإسناد المتقدّم ، لاحتمال المغايرة .
و قيل : بالجواز مع العلم بالقصد ؛ ۲ و هو قويّ .

منهج [۱۱] : [ في تدوين جوامع الحديث ]

تنتهي جميع أحاديثنا و آثارنا إلى أئمّتنا و شفعائنا الأئمّة الاثني عشر ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، إلاّ ما ندر منها و شذّ .
و مصابيح الدّجى عليهم السلامينتهون فيها إلى أفضل الخلق نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله ؛ لاقتباس أنوارهم من تلك المشكاة .
و الذي تتّبع أحاديث الفريقين و تصفّحها ظهر له أنّ أحاديثنا ـ الفرقة الناجية ـ المرويّة عنهم ـ عليهم صلوات اللّه ـ تفوق على ما في الصحاح الستّة للعامّة و تزيد عليها بكثير . فقد شاع و ذاع أنّه روى راوٍ واحد ـ و هو أبان بن تغلب ـ عن إمام واحد ـ أعني الإمام أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ـ ثلاثين ألف حديثٍ.رجال النجاشى : ۷ ـ ۹ ترجمة أبان بن تغلب .

1.و قد وقع في الكافي و كتابي الشيخ مكررا.

2.لاحظ : جامع المقال : ۴۴ ؛ توضيح المقال : ۳۶ ؛ مقباس الهداية ۳ : ۲۶۳ ـ ۲۷۰ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
42

أوّلها : السند .
ثانيها : بيان اللغة.
ثالثها : التصريف.
رابعها : الإعراب.
خامسها : الدلالة.
فإن وجد الكلّ من الكلّ واضحا ، نبّه على وضوحه ، و إن كان خفيّا أو البعض ، بَيَّن خفاءه ؛ و يلزمه الاستمرار على هذه الكيفية الحسنة ، فإنّ بها تظهر ثمرة الحديث و يكثر حصول فائدته و تحلّ منفعته و يتحصّل المطلوب منه .

[ ج : آداب قراءة الحديث]

و [ينبغي] لمن يقرأ : التدبّر ، و التصحيح ، و الممارسة ، [و ]المطالعة ، و المذاكرة ، مع التدقيق .

منهج [۱۰] : [ طرق المحدّثين في الإسناد ]

للمحدّثين ـ رضوان اللّه عليهم ـ في الإسناد ، أمور خمسة مصطلحة:
أحدها : أن يذكر الراوي شيخه بما يميّزه من الوصف أو النسب أو غيرهما في أوّل ما يرويه . ثمّ إن شاء ذكره كذلك أو اقتصر على الأوّل، كأن يقول : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي» مثلاً ، ثمّ يقول : «محمّد عن فلان إلى الآخر».
ثانيها : الحديث المرويّ عن اثنين فصاعدا ، متّفقين في الرواية معنىً ، جمعُه بإسنادٍ واحد مع الإعلام جائز . كأن يقول الراوي : «أخبرني فلان و فلان و اللفظ لفلان قال : كذا ، الحديث .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7241
صفحه از 640
پرینت  ارسال به