367
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

و بالجملة ، فالمسند هو المتّصل سنده مطلقا ، أو منتهيا إلى المعصوم بلاقطع ، أو معه ؛ و الأوسط أشهرها و أشرفها .
(أو سقط من أوّلها واحد فصاعدا ، فمعلّقٌ) .
فإن تحقّق من جهة الثقة ، لم يخرج الرواية عن الاعتبار و الصحّة ، بل كان المحذوف كالمذكور ، و إلاّ فلا ، على الأشهر .
و لايبعد أن يقال : إنّ غاية ما يجدي وثوق الراوي ، هو كون المرويّ عنه عنده ثقةً ، و هو لايستلزم توثّقه عند غيره ، فلايجوز التعويل على ذلك إلاّ على قول من يرى حجّيّة تعديل مجهول الشخص ، و ستعرف الكلام فيه إن شاء اللّه تعالى.
(أو) سقط (من آخرها كذلك أو كلّها ، فمرسلٌ) .
(أو واحد) فقط (من وسطها ، فمنقطع) .
(أو أكثر) من واحد ، (فمعضَل) .
و قد يقال : المرسل ما رواه عن المعصوم مَن لم يدركه بغير واسطة ، أم بها ـ أيضا ـ و لكن إذا نسيها أو تركها أو أبهمها بقوله : عن رجلٍ مثلاً ؛ و هذا هو المتعارف في معناه عندنا ، أو إسناد ۱ التابعي ـ خاصّة ـ إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم من غير ذكر الواسطة ، كما هو المحكيّ عن الجمهور .
و ربّما قيل : إن المنقطع و المعضَل أيضا من أنحاء المرسل ؛ و المعضل مأخوذ من قولهم : أمر عظيم عضيل أي : مستغلق شديد.
و كيفما كان ، فالمرسل و أخواه ليست بحجّة على الأصحّ ؛ للجهل بحال المحذوف.
ثمّ إنّ حال الإرسال و غيرِه يعرف بعدم التلاقي بين الراوي و المرويّ عنه ، و يكشف عنه علم التاريخ المتضمّنِ مواليدَهم و وفياتِهم و أوقاتَ طلبهم و ارتحالهم . و التعبيرُ بلفظةٍ تحتمل اللقاءَ و عدمَه ، ك «عن فلانٍ» و «قال فلان» قد عُدّ من التدليس .

1.عطف على «ما» أي المرسل إسناد التابعي و لحمل المصدر على الذات وجه .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
366

(فإن نقله) من الرواة (في كلّ مرتبة) ـ إن كانت له مراتبُ متعدّدةُ ـ (أزيدُ من ثلاثة) رواة ـ بل و اثنين على قول ـ (فمستفيضٌ) ، ولا أقلّ في تحقّق الاستفاضة من رواية اثنين على قول.
و المستفيض أقوى أنحاء الآحاد في إفادة الظنّ ، فلا يعارضه غيره منها ، كما لا يعارض هو ـ بنفسه ـ المحفوفَ بالقرائن المجدية للقطع ، و كذا المتواترُ .
(أو انفرد به واحد) في جميعها أو (في أحدها ۱ فغريبٌ) .
و إطلاقه على ثلاثة أقسام :
الأوّل : الغريب إسنادا إن اشتهر المتن عند جمع من الصحابة دونه ، بأن ينفرد بروايته واحد عن مثله إلى آخر السند . و ظاهر أكثر الأعلام اعتبارُ أن لاينتهيَ إسناد الواحد المنفرد إلى أحد الجماعة المعروف عنهم الحديثُ ، كما أُفيد .
الثاني : الغريب متنا إن اشتهر الإسناد بأن رواه رواة كثيرة دونه ، بأن يكون عند واحد فيرويه هؤلاء عمّن تفرّد به ، و هو الغريب المشهور.
الثالث : الغريب سندا و متنا قاطبة ، و يعرف بمعرفة سابقَيْه ؛ هذا.
و حديث «إنّما الأعمال بالنيّات» ۲غريب مشهور ؛ لطَرْء الشهرة في السند بالنظر إلى كثرة الرواة دون المرويّ عنه من الصدر الأوّل.
و قد يقيّد الغرابة باللفظ ، فيقال : غريب لفظا ، و يعنى به ما اشتمل على لفظ غامضٍ بعيد عن الفهم ، مفتقرٍ في معرفته إلى تثبّت عظيم .
و أحسن ما صنِّف فيما يتكفّل بمعرفة تلك الألفاظ الغريبة مجمع البحرين و مطلع النيّرين للعلاّمة الطريحي النجفي أعلى اللّه مقامه ، و النهاية الأثيريّة .
(و إن عُلمتْ سلسلته بأجمعها) و لو ظنّا ، (فمسند) .

1.الضمير راجع إلى المراتب المفهومة من «كلّ مرتبة» فالأولى : إحداها .

2.التهذيب ۱ : ۸۳ ، ح ۶۷ ، و ۴ : ۱۸۶ ، ح ۵۱۸ و ۵۱۹ ؛ أمالي الطوسي : ۱۶۸ ، ح ۱۲۷۴ ؛ عوالي اللئالي ۱ : ۸۱ ، ح ۳ و ۳۸۰ ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ۱ : ۴۸ ، ح ۸۸ و ۸۹ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7184
صفحه از 640
پرینت  ارسال به