29
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

المرويّة عن الإمام أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ، وهي : «من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له أجره و إن لم يكن على ما بلغه» .الكافي ۲ : ۸۷ و ۲۹۳ ؛ وسائل الشيعة ۱ : ۸۱ ، باب استحباب الإتيان بكلّ عمل مشروع .
و قد تأيّدت بعدّة أخبار :
منها : ما رواه الشيخ الجليل في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمران الزعفراني ، عن محمّد بن مروان قال : سمعت أبا جعفر محمّد الباقر عليه السلام يقول : «من بلغه ثواب من اللّه على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب ، أوتيه ، و إن لم يكن الحديث كما بلغه» . ۱
و ما رواه الشيخ الصدوق محمّد بن بابويه في كتاب ثواب الأعمال عن أبيه عليّ بن بابويه عن عليّ بن موسى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن هشام بن صفوان عن أبي عبد اللّه عليه السلامقال :
«من بلغه شيء من الثواب على شيءٍ من الخير فعمله كان له أجر ذلك و إن كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يقله .» ۲
و ما رواه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن هشام ابن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «من بلغه عن النبيّ صلى الله عليه و آله شيءٌ من الثواب فعمله كان أجر ذلك له و إن كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يقله» . ۳
و ما رواه عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «من بلغه عن اللّه فضيلة فأخذ بها و عمل بما فيها ، إيمانا باللّه و رجاء ثوابه ، أعطاه اللّه تعالى ذلك و إن لم يكن كذلك» . ۴
و لا يثبت بها شيء من الأحكام الخمسة الشرعيّة سوى الاستحباب لاستناده إلى

1.الكافي ۲ : ۸۷ ، ح ۲ ، باب من بلغه ثواب من اللّه على عمل ؛ وسائل الشيعة ۱ : ۸۲ ، باب استحباب الاتيان بكلّ عمل مشروع .

2.الكافي ۲ : ۸۸ ؛ وسائل الشيعة ۱ : ۸۱ ؛ باب استحباب الاتيان بكلّ عمل مشروع .

3.وسائل الشيعة ۱ : ۸۱ ؛ بحار الانوار ۲ : ۲۵۶ .

4.عدة الداعي ۱ : ۱۳ ، نقله عن طريق العامة .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
28

منهج [۳] : [ في حجية الأخبار ]

المتواترات قطعيّة الصدق و القبول في العلم و العمل ، و المنازع مكابر. ۱
و الآحاد الصحاح مظنون ؛ و قد عمل بها المتأخّرون رضوان اللّه عليهم . و ردّها السيّد المرتضى و ابن زهرة و ابن البرّاج و ابن إدريس ، بل أكثر المتقدّمين ـ قدّس اللّه أرواحهم ـ ؛ ۲ و لعلّ العمل أحسن ، و مع القرينة المفيدة للقطع بذلك فكالمتواترات ، و المنازع مكابر كمدّعي القطع مع عدمها .
و الشيخ على أنّ غير المتواتر إن اعتضد بقرينة أُلْحِق بالمتواتر في إيجاب العلم و وجوب العمل ؛ و إلاّ فنسمّيه خبر آحاد ، فنجيز العمل به تارة ، و نمنعه أخرى ، على تفصيل ذكره في الاستبصار . ۳
و الصحاح لا شبهة في العمل بها .
و الحسان كالصحاح عند قوم، ۴ و عند آخرين ۵
بشرط الانجبار باشتهار عمل الأصحاب بها ، كما في الموثّقات و غيرها .

[التسامح في أدلّة السنن:]

و أمّا الضعاف فقد شاع عمل الأصحاب بها في السنن . و إن اشتدّ ضعفها إلى النهاية ، إذ العمل عندنا ليس بها في الحقيقة ، بل بالحسنة المشهورة ـ الملتقاة بالقبول ۶

1.و هم البراهمة و السُمَنِيَّة . راجع : الوجيزة : ۱۲ ؛ نهاية الدراية : ۹۳ .

2.قال السيد حسن الصدر : و قول المصنّف : «أكثر قدمائنا» ، غريب ؛ لعدم معرفة من ردّها سوى هؤلاء المصرِّح بأسمائهم» . نهاية الدراية : ۹۴ .

3.الاستبصار ۱ : ۳ .

4.نسبه الشهيد الثاني رحمه الله إلى شيخ الطوسي رحمه الله . البداية : ۲۶ .

5.نسب الشهيد الثاني رحمه اللهذلك إلى المحقّق في المعتبر و الشهيد في الذكرى . البداية : ۲۶ .

6.الوجيزة : ۱۴ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7237
صفحه از 640
پرینت  ارسال به