155
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

هذا ، و أنت خبير بأنّ هذا الطرز من هذا البعض خروج منه عمّا كان الكلام فيه أي في القسمة الأوّليّة خبر الآحاد.
ثمّ إنّهم قد اختلفوا في تعريف الحديث الحسن ، و قال الترمذي : يراد بالحسن ما لايكون بإسناده متّهم و لايكون شاذّا ، و يروى من غير وجه نحوه. ۱
و قال الخطّابي في تعريف الحسن : «هو ما عرف مخرجه و اشتهر رجاله ـ قال : ـ و عليه مدار أكثر الحديث» . ۲
و قال بعضهم في تعريفه : «هو الحديث الذي فيه ضعف قريب محتمل و يصلح للعمل به» . ۳
و قال بعض المتأخّرين منهم : إنّه رواية من قلّ ضبطه مع حيازتها بقيّة الشروط المتقدّمة في حدّ الصحيح، ثمّ قال: إنّ هذا هو الحسن لذاته لا لشيء خارج، والحسن لشيء خارج هو الذي يكون حسنه بسبب الاعتضاد نحو الحديث المستور إذا تعدّدت طرقه. ۴
هذا ، و أنت خبير بأنّ هذا كلّه ممّا لايخلو عن ركاكة و مدخوليّة من عدم الاطراد ، أو عدم الانعكاس ، أو استلزامه الدور ، أو المصادرة ، أو نحو ذلك ؛ فتأمّل.
ثمّ لا يخفى عليك أنّ أكثر علماء العامّة و إن كانوا لايذكرون بعد الصحيح إلاّ الحسن ، و يصرّحون بحصر الأقسام في الثلاثة بالنظر إلى القسمة الأوّليّة إلاّ أنّ جمعا منهم يقولون بتربيع الأقسام ، فالقسم الثالث عندهم هو الحديث الصالح الذي يصلح للاستدلال ، و قد يعبّر عنه بأنّه الحديث الذي في سنده المتّصل مستور ، و هو خالٍ عن علّةٍ قادحةٍ ، و قد يقال : إنّه ما لم يصل إلى درجة الصحّة و جاوز أن يكون ضعيفا بضعف موهن . و كيف كان فإنّ هذا عند أكثر علماء العامّة ملحق بالصحيح و من جملة

1.العلل الصغير (شرح علل الترمذي ۱ : ۳۴۰) .

2.معالم السنن ۱ : ۶ .

3.مقدمة ابن الصلاح : ۳۲ فقد حكاه عن بعض المتأخّرين ، و الظاهر أنّ المراد به أبو الفرج بن الجوزي كما في تدريب الراوي ۱ : ۱۲۵ .

4.نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر : ۶۲ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
154

و أُجيب بأنّه إن أُريد أنّ رواية اثنين فقط عن اثنين فقط لاتوجد أصلاً فيمكن أن يسلّم . و أمّا صورة العزيز التي حرّرت فموجودة بأن لا يرويه أقلّ من اثنين عن أقلّ من اثنين ، فمثاله : ما رواه الشيخان من حديث أنس ، و البخاري من حديث أبي هريرة «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال : لايؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده و ولده» الحديث. ۱ و رواه عن أنس قتادة و عبد العزيز بن صهيب ، و رواه عن قتادة شعبة و سعيد ، و رواه عن عبد العزيز إسماعيل بن عُليّة و عبد الوارث. ۲
ثمّ لايخفى عليك أنّ أقوالهم كما أنّها متقاربة و متعانقة في حدّ الصحيح و شروطه إلاّ ما شذّ منها ، فكذا أنّها متقاربة و متعانقة في تثليث الحديث أي في جعلهم الحديث في القسمة الأوّليّة على ثلاثة أقسام : الصحيح و الحسن و الضعيف.
نعم ، إنّ بعضهم قال : الحديث ينقسم إلى صحيح و ضعيف . و قيل أيضا الضعيف نوعان : أحدهما حسن يحتجّ به ، و الآخر ما لايحتجّ به.
و قد تنظّر فيه بعضهم قائلاً : «إنّ الذي أقوله : إنّ الحديث ينقسم إلى محتجّ به و غير محتجّ به ، و كلّ منهما يكون مجمعا عليه و مختلفا فيه ، و بهذا الاعتبار بلغت أنواع الحديث عندنا خمسة و أربعين نوعا و هي : المتواتر ، و الآحاد ، و المشهور ، و الصحيح ، و الحسن ، و الصالح ، و الضعيف ، و المضعّف ، و الغريب ، و العزيز ، و المسند ، و المتصل ، و المرفوع ، و الموقوف ، و المقطوع ، و المرسل ، و المدلَّس ، و المعنعن ، و المؤنّن ، و المنقطع ، و المعضل ، و المعلّق ، و الشاذّ ، و المنكر ، و المفرد ، و المعلّل ، و المدرّج ، و المضطرب ، و المقلوب ، و المركّب ، و المنقلب ، و المصحّف ، و الموضوع ، و المسلسل ، و العالي ، و النازل ، و الناسخ ، و المنسوخ ، و المختلف ، و المدبّج ، و زيادات الثقات ، و الاعتبار و الشواهد و المتابعات ، و غريب الحديث» . ۳

1.مسند أحمد ۳ : ۱۷۷ و ۲۷۵ ؛ صحيح البخاري ۱ : ۹ ؛ صحيح مسلم ۱ : ۴۹ ؛ سنن الدرامي ۲ : ۳۰۷ ؛ مقدمة فتح الباري : ۴۶۶.

2.نزهة الناظر في توضيح نخبة الفكر : ۴۶ .

3.لم نعثر عليه .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7136
صفحه از 640
پرینت  ارسال به