151
رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)

بنفسه أن يتأهّل لذلك .
و يصحّ تحمّل الكافر أيضا إذا أدّاه بعد إسلامه ، و كذا الفاسق من باب الأولى إذا أدّاه بعد توبته ، و ثبوت العدالة . و أمّا الأداء فقد تقدّم أنّه لا اختصاص له زمن معيّن بل بعد الاحتياج و التأهّل لذلك ، و هو مختلف باختلاف الأشخاص . و قيل : إذا بلغ خمسين و لاينكر عند الأربعين ، و هذا غير جيّد . و ستجيء الإشارة أيضا إلى جملة أُخرى من الآداب.

الفصل الثالث : متضمِّن لفوائد

الفائدة الأُولى : الصحيح : هو ما اتّصل سنده بنقل عدل إمامي من مثله في الطبقات بأسرها إلى المعصوم عليه السلام و قد يطلق صحيح على سليم الطريق من الطعن بما يقدح في الوصفين ، و إن اعتراه في بعض الطبقات إرسال أو قطع ، و من هناك يحكم مثلاً على رواية ابن أبي عمير مطلقا بالصحّة أو تعدّ مراسيله على الإطلاق صحاحا .
ثمّ الحسن : هو متّصل السند إلى المعصوم عليه السلام بإماميّ ممدوح في كلّ طبقة غير منصوص على عدالته بالتوثيق ولو في طبقة ما فقط.
و قد يطلق الحسن أيضا على السالم ممّا ينافي الأمرين في سائر الطبقات ، و إن اعترى اتّصاله في طبقة ما قطع ، و من ثمّ عدّ جماعة من الفقهاء مقطوعة زرارة مثلاً ـ في مفسد الحجّ إذا قضاه أنّ الأُولى حجّة الإسلام ۱ ـ من الحسن. ۲
ثمّ الموثّق ، و هو ما دخل في طريقه فاسد العقيدة المنصوص على توثيقه مع انحفاظ التنصيص من الأصحاب على التوثيق أو المدح و السلامة عن الطعن بما ينافيها جميعا في سائر الطبقات.
ثمّ القوي ، و هو مرويّ الإمامي في جميع الطبقات الداخل في طريقه ـ ولو في

1.وسائل الشيعة ۱۳ : ۱۱۲ أبواب كفارات الاستمتاع باب ۳ ، ح ۹ .

2.الرواشح السماوية : ۴۱ .


رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
150

الأنساب و هي تارةً تقع إلى القبائل و هو في المتقدّمين أكثر ، و تارةً إلى الأوطان و هذا في المتأخّرين أكثر ، و النسبة إلى الوطن أعمّ من أن يكون بلادا أو ضياعا أو ملكا أو مجاورة ، و قد تقع إلى الصنائع كالخيّاط و الحِرَف كالبزّاز و يقع فيها الاشتباه كالأسماء و قد تقع الأنساب ألقابا.
و من المهمّ أيضا معرفة أسباب تلك الألقاب التي باطنها على خلاف ظاهرها ، و هكذا معرفة الموالي أي من المعتق الأعلى و من المعتق الأسفل بالرقّ أو بالحلف أو بالإسلام ؛ لأنّ كلّ ذلك يطلق عليه مولى و لايعرف تميّز ذلك إلاّ بالتنصيص عليه .
و معرفة الإخوة و الأخوات . و قد صنّف فيه أيضا بعضهم من القدماء كعليّ بن المديني. ۱
و من المهمّ أيضا معرفة أدب الشيخ و الطالب ، و يشتركان في تصحيح النيّة ، و التطهّر من أغراض الدنيا ، و تحسين الحال.
و يتفرّد الشيخ بأن يُسمع إذا احتيج إليه، و لايحدّث ببلد فيه أولى منه بل يرشد إليه، و لايترك إسماع أحد لنيّة فاسدة ، و أن يتطهّر ، و يجلس بوقار ، و لايحدّث قائما ، و لا عجلاً ، و لا في الطريق إلاّ إن اضطرّ إلى ذلك ، و أن يمسك عن التحديث إذا خشي التغيّر أو النسيان لمرضٍ أو هرمٍ ، و إذا اتّخذ مجلس الإملاء أن يكون له مستملٍ يقظ .
و يتفرّد الطالب بأن يوقّر الشيخ و لايضجره ، و يرشد غيره لما سمعه ، و لايدع الاستفادة لحياء أو تكبّر ، و يكتب ما سمعه تامّا ، و يعتني بالتقييد و الضبط ، و يذاكر بمحفوظه ليرسخ في ذهنه.
و من المهمّ أيضا معرفة سنّ التحمّل و الأداء ، و الأصحّ اعتبار سنّ التحمّل بالتميّز ، هذا في السماع.
و قد جرت عادة المحدّثين بإحضارهم الأطفال في مجالس الحديث و يكتبون لهم أنّهم حضروا ، و لابدّ في مثل ذلك من إجازة المسمع . و الأصحّ في سنّ الطلب

1.مقدمة ابن الصلاح : ۱۸۳ .

  • نام منبع :
    رسائل في دراية الحديث (الجزءُ الثاني)
    سایر پدیدآورندگان :
    به اهتمام: ابوالفضل حافظیان بابلى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7288
صفحه از 640
پرینت  ارسال به