71
فائقُ المَقال في الحديث و الرجال

يقال لها : «ناووس» . وزعموا أنّ الصادق عليه السلام حيّ بعدُ ولن يموت حتّى يظهر فيظهر أمره ، وهو القائم المهديّ لا غيره ۱ .
ومنهم : الواقفيّة ، وهم القائلون بإمامة عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر الكاظم ـ عليهم السلام والتحيّة والإكرام ـ ووقفوا عليه سلام اللّه عليه .
ومنهم : الإسماعيليّة ، وهم القائلون بالإمامة إلى الصادق ـ عليه السلام والتحيّة والإكرام ـ ثمّ ابنه إسماعيل . وربّما لُقِّبوا بالملاحدة أيضا .
وأمّا باقي الفرق كالبتريّة والمفوّضة والمُرجئة والغُلاة والمجسّمة فليسُوا من فرق الشيعة في شيء أصلاً .
فالبتريّة ـ بضم الباء ـ : هم المنسُوبون إلى بُتر النوى الأبتر اليد من الزيديّة ، وقد عرفته . وجاء في الخبر عن أبي جعفر عليه السلام : «أنّ جماعة دخلوا عليه وعنده أخوه زيد بن عليّ عليه السلام فقالوا لأبي جعفر عليه السلام : نتولّى عليّا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم ، قال : فالتفت إليهم زيد بن عليّ فقال : لهم أتتبّرؤن من فاطمة عليهاالسلام؟ بترتم أمرنا ، بتركم اللّه ، فيومئذٍ سمّوا بالبتريّة» ۲ . وفي الحديث عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال : «لو أنّ البتريّة صفّ واحد ما بين المشرق والمغرب ما أعزّ اللّه بهم دينا» ۳ .
والمفوّضة : هم القائلون بأنّ اللّه تعالى خلق محمدا صلى الله عليه و آله وفوّض إليه خلق الدنيا وما فيها فهو الخلاّق لما فيها . وقيل : فوّض ذلك إلى عليّ عليه السلام ۴
.
والمرجئة : هم الّذين يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية كما أنّه لا ينفع مع الكفر طاعةٌ . وسمّوا بذلك ؛ لاعتقادهم أنّ اللّه سُبْحانه أرجأ تعذيبهم على المعاصي ،

1.جامع المقال : ۱۹۲ .

2.رجال الكشّي : ۲۳۶ / ۴۲۹ .

3.رجال الكشّي : ۲۳۲ ـ ۲۳۳ / ۴۲۲ .


فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
70

شجاعا فهو إمام ، وأمّا غيره فلا .
والسليمانيّة ، منسوبُون إلى سليمان بن جرير . وهم القائلون بإمامة الشيخين وكفر عثمان بن عفان .
والبُتريّة ، منسُوبُون إلى بتر النوى . كالسليمانيّة في المذهب والاعتقاد إلاّ في كفر عثمان .
ومنهم : الفطحيّة ، وهم القائلون بالإمامة إلى الإمام أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ والتحيّة والإكرام ثمّ من بعده ابنه عبد اللّه الأفطح . وسمّي بذلك ؛ لأنّه كان أفطح الرأس : وقيل أفطح الرجلين . وقيل : هم منسوبون إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد اللّه بن فطيح . وهم الّذين قالوا بإمامته على ما رُوي عنهم ، إنّهم قالوا : الإمامة لاتكون إلاّ في الأكبر من وُلد الإمام عليه السلام . ثم منهم من رجع عن القول . بإمامته لمّا امتحنه بمسائل من الحلال والحرام ولم يكن عنده لها جواب ، ولمّا ظهر منه من الأشياء الّتي تنافي الإمامة ، أو لاينبغي أن يظهر مثلها من الإمام عليه السلام . ثمّ إنّ عبد اللّه بقي بعد أبيه عليه السلام سبعين يوما ، ثمّ مات ، فرجع الباقون إلاّ شاذّ منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة الإمام مُوسى الكاظم عليه السلام ، ورجعوا إلي الخبر الصحيح والأثر الصريح من : «أنّ الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام ۱ » .
ومنهم : الكيسانيّة ، وهم القائلون بإمامة عليّ والحسن والحُسين عليهم السلام ، ومحمّد بن الحنفيّة ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ ، وقالوا : إنّه حيّ .
ومنهم : الناووسيّة ، وهم القائلون بإمامة عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد الصادق ـ عليهم السلام والتحيّة والإكرام ـ ووقفوا عليه سلام اللّه عليه .
وسمّوا بذلك ؛ لانتسابهم إلى رجل يقال له : «ناووس» . وقيل : نُسبوا إلى قرية

1.رجال الكشّي : ۲۵۴ / ۴۷۲ ، بحار الأنوار ۶۹ : ۱۱۱ ، جامع المقال : ۱۹۱ . وروى الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ۱۳۶ .

  • نام منبع :
    فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    احمد بن عبدالرضا البصری، تحقیق: غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2709
صفحه از 376
پرینت  ارسال به