39
فائقُ المَقال في الحديث و الرجال

المتّصلة بأصحاب الهداية عليهم السلام والتحيّة والإكرام ، ككتاب الكافي ، ومن لايحضره الفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار .
وهذه الاُصول الأربعة الّتي عليها دوائر المدار في هذه الأزمنة والأعصار . وكتاب مدينة العلم ۱ ، والخصال ، والأمالى ، وعيون الأخبار ، وغيرها من الكتب المعتبرة لدى اُولي الاعتبار .
أمّا الكافي : فهو تأليف ثقة الإسلام وقدوة الأعلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ـ قدّس اللّه روحه ونوّر ضريحه . ـ وكانت مدّة تأليفه له عشرين سنةً توفّي ببغداد سنة ثمان أو تسع وعشرين وثلاثمائة .
وأمّا من لايحضره الفقيه : فهو تأليف رئيس المحدّثين وحجّة المسلمين أبي جعفر محمّد بن بابويه القمّي أعلى اللّهُ مكانه وأفاض عليه إحسانه . وله مؤلَّفاتٌ تقارب ثلاثمائة . توفّي بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة .
وأمّا التهذيب والاستبصار : فهما تأليف شيخ الطائفة ورئيسها أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ـ أطاب اللّه ثراه ، وأعلى محلّه ومأواه ـ . وله أيْضا مؤلَّفات في التفسير والاُصول والفروع لا تحضرني كميّتها . توفّي بالمشهد الغروي على مشرِّفه صلوات الملك العليّ ، سنة ستّين وأربعمائة .
فهؤلاء المحمّدون الثلاثة ـ سقى اللّه تربتهم ، وأعلى في الكرامة رتبتهم ـ أئمّة المحدّثين . من أعلام المتأخّرين ، من علمائنا الاثنا عشريّة ، رضوان اللّه عليهم أجمعين .

1.الذي هو من مؤلّفات الصدوق وأكبر من كتاب من لايحضره الفقيه ، كما صرّح به الشيخ في الفهرست : ۲۳۸ / ۷۱۰ ؛ حيث قال : «وكتاب مدينة العلم أكبر من من لايحضره الفقيه» . ومن المأسوف عليه أنّه فُقد هذا الأثر الكبير القيّم . وللمزيد راجع الذريعة إلى تصانيف الشيعة ۲۰ : ۲۵۱ ـ ۲۵۳ .


فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
38

[ ۱۲ ] فَصلٌ

[ أصول الحديث ]

تنتهي جميع أحاديثنا وآثارنا ورواياتنا وأخبارنا إلى ساداتنا وشفعائنا الأئمّة الاثنى عشر صلواتُ اللّه عليهم أجمعين ، إلاّ ما ندر منها وشذّ ، ومصابيح الدجى عليهم صلوات ربّ العالمين ينتهون فيها إلى أفضل الكائنات عليه وآله أكمل الصلوات ، لاقتباس أنوارهم من تلك المشكاة .
والّذي تتبّع أحاديث الفريقين وتصفّح آثار الطريقين ظهر له أنّ أحاديثنا المرويّة عنهم عليهم السلام تفوّق على ما في الصِحاح الستة للعامّة ۱ ، وتزيد عليها بكثير . فمن الشائع الذائع أنّه قد روى راوٍ واحد وهو أبان بن تغلب عن إمام واحدٍ أعني الإمام أبا عبد اللّهِ جعفر بن محمّد الصادق عليه السلامثلاثين ألف حديثٍ ۲ .
وكان ما وصل إلى قُدماء محدّثينا ـ رضوان اللّه عليهم ـ من أحاديث أئمّتنا صلوات اللّه عليهم قد جمعوه في أربعمائة كتاب ، تسمّى الاُصول . وقد تواتر أمرها في الأعصار كالشمس في رابعة النهار .
ثمّ توفّق جمعٌ من المُتأخّرين ـ أعلى اللّه مقامهم ، وأجزل إكرامهم ـ بالتصدّي لجمع تلك الكتب الشريفة ، وترتيبها على الوجوه اللطيفة فألّفوا منها كتبا مبسُوطة جليلةً ، واُصُولاً مضبوطةً جميلةً ، محيطة بما به المراد والكفاية ، مشتملة على الأسانيد

1.وهي : ۱ : صحيح البخاري . لأبي محمّد بن إسماعيل البخاري (۱۹۴ ـ ۲۵۶) . ۲ : صحيح مسلم . لأبي الحسين مسلم بن حجّاج القشيري النيسابوري (۲۰۶ ـ ۲۶۱) . ۳ : سنن ابن ماجة . لأبي عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني (۲۰۷ / ۲۰۹ ـ ۲۷۳ / ۲۷۵) . ۴ : سنن أبي داود . لأبي داود سليمان بن أشعث السجستاني (۲۰۲ ـ ۲۷۵) . ۵ : سنن الترمذي . لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (۲۰۹ ـ ۲۷۹) . ۶ : سنن النسائي . لأبي عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن شعيب النسائي (۲۱۵ ـ ۳۰۳) .

2.رجال النجاشي : ۱۲ / ۷ .

  • نام منبع :
    فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    احمد بن عبدالرضا البصری، تحقیق: غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2518
صفحه از 376
پرینت  ارسال به