361
فائقُ المَقال في الحديث و الرجال

عن المنكر . قال اللّه تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، واجتناب الفواحش كلّها ، وعليك بصلاة الليل ؛ فإنّ النبي صلى الله عليه و آله أوصى عليّاً عليه السلامفقال : «يا عليّ ، عليك بصلاة الليل ، عليك بصلاة الليل ، عليك بصلاة الليل ، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس مِنّا ، فاعمل بوصيّتى وأمر بجميع ما أمرتُك به» ونحو ذلك على الظاهر حتى يعمل عليه . وعليك بالصبر ، وانتظار الفرج ، ولاتزال في الحزن حتى يظهر ولدي الذى بشّر به النبي صلى الله عليه و آله أنّه يملاء الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ، فاصبر يا شيخي ومعتمدي ، وأمر بالصبر ؛ فإنّ الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين . والسلام عليك . وعلى جميع المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ۱ .
وورد أيضاً كتاب من الناحية المقدّسة على الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي قدّس اللّه سِرّه ، وفي حضيرة القدس سَرّه . وهو :
بسم اللّه الرحمن الرحيم . أمّا بعد سلام عليك أيّها الولي المخلص في الدين ، المخصوص فينا باليقين . فإنّا نحمد إليك اللّه الّذي لا اله إلاّ هو ، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا نبيّنا محمّد وآله الطاهرين ، ونعلمك ـ أدام اللّه توفيقك لنصرة الحق . وأجزل مثوبتك على نطقك منا بالصدق ـ أنّه قد اُذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قبلك ـ أعزّهم اللّه بطاعته ، وكفاهم المهمّ برعايته وحراسته ـ فقف ـ أمدّك اللّه بعونه على أعدائه المارقين ـ عن دينه على ما نذكره ، واعمل في تأديته بما نرسمه إن شاء اللّه تعالى . نحن و إن كنّا ناؤنَ بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب ما أراناه اللّه سبحانه لنا من الصلاح ، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الفاسقين فإنّا نحيط علماً بأنبائكم ، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ، ومعرفتنا بالأزل الّذي أصابكم . مذجنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شائعاً ۲ سعاً ، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كانّهم لايعلمون .

1.جامع المقال : ۱۹۵ ـ ۱۹۶ ؛ ورواه ملخّصا في المناقب ۴ : ۴۲۵ .

2.في المصدر : «شاسعاً» .


فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
360

منه ولعنوه . وخرج عن الصاحب عليه السلام فيه ما هو معروف .
ومنهم : الحسين بن منصور الحلاّج . وقد ذكر الشيخ له أقاصيص .
ومنهم : ابن أبي العرافر ، وقد ذمّ ولُعن . وذكر الشيخ له أقاصيص .
ومنهم : أبو دلف المجنون . روى الشيخ الطوسي عن المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي الحسن عليّ بن بلال المُهَلّبى قال : سمعت أبا القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه يقول : أمّا أبو دلف الكاتب ـ لاحاطه اللّه ـ فكنّا نعرفه ملحداً ، ثمّ أظهر الغلوّ ، ثمّ جنّ وتبلبل ، ثمّ صار مفوّضاً ، وما عرفناه قطّ إذا حضر في مشهد إلاّ استخفّ به ، ولا عرفته الشيعة إلاّ مدّة يسيرة . والجماعة تتبرّأ منه . وقد كنّا وجّهنا إلى أبي بكر البغدادي لمّا ادّعى له هذا ما ادّعاه ، فأنكر ذلك ، وحلف عليه فقبلنا ذلك منه . فلمّا دخل إلى بغداد مال إليه وعدل عن الطائفة ، وأوصى إليه لم يشك أنّه على مذهبه فلعنّاه وتبرّأنا منه ؛ لأنّ عندنا أنّ كلّ من ادّعى هذا الأمر بعد العمري رحمه الله فهو كافر منمس ضالّ مضلّ ۱ .

[ ۳ . فائدة ] جَزِيْلةٌ

ورد توقيع من الإمام الحجّة الهمام العسكريّ عليه السلام إلى عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي قدّس اللّه روحه . ونوّر ضريحه . وهو :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلوة على خير خلقه محمّد وآله اجمعين . أمّا بعد ، اُوصيك ـ يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن عليّ بن الحسين القمّي وفّقك اللّه لمرضاته ، وجعل من صُلبك أولاداً صالحين برحمته ـ بتقوى اللّه ، و إقام الصلوة ، وايتاء الزكاة فإنّه لا تقبل الصلوة من مانعي الزكاة . واُوصيك بمغفرة الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، ومساواة الإخوان ، والسعي في حوائجهم في العسر ، والحلم عند الجهل ، والتفقه في الدين ، والتثبّت في الاُمور ، وتعاهد القرآن ، وحسن الخلق ، والأمر بالمعروف والنهي

1.خلاصة الأقوال : ۴۳۲ ـ ۴۳۴ الفائدة السادسة .

  • نام منبع :
    فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    احمد بن عبدالرضا البصری، تحقیق: غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2540
صفحه از 376
پرینت  ارسال به