29
فائقُ المَقال في الحديث و الرجال

المتّصلة بأصحاب العصمة صلواتُ اللّه عليهم أجمعين .
ثانيها : تكرّرُه في أصل منها فأكثر بطُرُقٍ مختلفة وأسانيد معتبرة مؤتلفة .
ثالثها : ورودُه عن أحد الجماعة الّذين أجمعُوا على تصديقهم ، كزرارة و محمّد بن مسلم والفُضيل بن يسار ۱ . أو على تصحيح ما يصحّ عنهم ، كصفوان بن يحيى ويونس بن عبد الرحمن وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ۲ . أو على العمل بروايتهم ، كعمّار الساباطي وأضاربه .
رابعها : ورودُه في أكثر أحد الكتب المعروضة على أحد الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين التي أثنوا على مؤلّفها ، ككتابي يونس بن عبد الرحمن ۳ والفضل بن شاذان المعروضين على الإمام العسكري عليه السلام فصحّحهما واستحسنهما وأثنى عليهما ۴ . وكذا كتاب عبيداللّه الحلبي المعروض على الإمام الصادق عليه السلام ۵ .
خامسها : أخذها من أحد الكتب التي شاع بين سلفهم العمل والاعتماد عليها ، سواء كان مؤلّفها من الفرقة المحقّة ، ككتاب حريز بن عبد اللّه ، وكتب ابني سعيد وهي خمسون ، وكتاب الرحمة لسعيد بن عبد اللّه ، وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، وكتاب نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، وكتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى . أو من غيرهم ، ككتاب حفص بن غياث القاضي ، وكتب الحسين بن عبيداللّه السعدي ، وكتب عليّ بن الحسين الطاطري ، وأمثالهم .
ثمّ عليّ هذا الاصطلاح جرى دأبُ المحمّدِينَ الثلاثة ۶ حتّى أنّ الشيخ ـ قدّس اللّه

1.رجال الكشّي : ۲۳۸ / ۴۳۱ .

2.رجال الكشّي : ۵۵۶ / ۱۰۵۰ .

3.رجال النجاشي : ۴۴۷ / ۱۲۰۸ .

4.رجال الكشّي : ۵۴۲ / ۱۰۲۷ .

5.رجال النجاشي : ۲۳۰ / ۶۱۲ .

6.وهم : أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ، وأبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ، و أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي . قدّس اللّه أسرارهم .


فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
28

[ ۵ ] فَصلٌ

[ الاصطلاح الجديد ]

ما بعث المتاخّرين ـ نوّر اللّه مراقدهم ـ على العدول عمّا كان عليه المتقدّمون ـ جعل اللّه الجنان مفامدهم ـ ووضع ذلك الاصطلاح الجديد هو أنّه لمّا طالت الأزمنة بين المتأخّر والصدر السالف ، وآل الحالُ إلى اندراس بعض كتب الاُصول المعتمدة ؛ لغلظ حكّام الجور والضلال ، والخوف والوهم من إظهارها وانتساخِها ، وانضمّ إلى ذلك اجتماع ما وصل إليهم من كتب الاُصُول في الاُصول المشهورة في هذا الزمان فالتبست الأحاديث المأخوذة من الاُصول المعتمدة بالمأخوذة من غيرها ، واشتبهت المتكرّرة في كتب الاُصول بغيرها ، وخفي عليهم كثير من تلك الاُمور التي كانت سبب وثوق القدماء بكثير من الأحاديث ، ولم يمكنهم الجري على أثرهم في تمييز ما يعتمد عليه ممّا لا يركن إليه فاحتاجُوا إلى قانون تتميّز به الأحاديث المعتبرة من غيرها ، والوثوق بها عمّا سواها ، فقرّروا لنا ذلك الاصطلاح الجديد والمنهج القويم السديد ، وقرّبوا إلينا البعيد ، ووصفوا الأحاديث الواردة في كتبهم الاستدلاليّة بما اقتضاه ذلك الاصطلاح من الصحّة والحسن والتوثيق . كذا وجّهه بعض الأعلام الفضلاء الكرام ۱ .
ولايخفى أنّ هذا كلّه دعوى مظنونة ، محتملة مطعونة ، غير معلومة الثبوت ، مرهونة ، ومناقشتها ظاهرة قويّة باهرة .
واعلم أنّ الاُمورَ التي كانت تقتضي اعتماد القدماء النحارير الكرماء عليها في إطلاق الصحيح على الحديث ، وسبب وثوقهم به خمسةٌ :
أحدها : ورودُه في كثير من الاُصول الأربعمائة المشهورة المتداولة المبرورة

1.هو الشيخ البهائي في مشرق الشمسين ضمن حبل المتين : ۲۶۹ ـ ۲۷۰ .

  • نام منبع :
    فائقُ المَقال في الحديث و الرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    احمد بن عبدالرضا البصری، تحقیق: غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2718
صفحه از 376
پرینت  ارسال به