بل معناه بظاهر اللفظ : أنّ الحديث صار مسنداً عنه أي وقع في سند الحديث . ووجه اختصاص هذه الترجمة ببعض دون بعض لعلّه ما قيل من أنّها لا تقال إلاّ فيمن لا يعرف إلاّ بالتناول منه والأخذِ عنه . وعلى هذا لا دلالة في العبارة على المدح والقدح ؛ فتدبّر .
وعن المحقّق الداماد والفاضل عبد النبيّ قراءتُه معلوماً بإرجاع الضمير إلى الإمام عليه السلام . ۱ وهو إنّما يتّجه لو لم يَرْوِ مَن قيل ذلك في حقّه من غير الإمام عليه السلام ، أو لم يرو غيرُه من الإمام ليتمّ وجه الاختصاص ، ولم يقل في ترجمته عبارة أُخرى دالّةٌ على الرواية ، وذلك موقوف على تتبّع هؤلاء .
نعم ، في ترجمة جابر بن يزيد : أسند عنه روى عنهما ۲ ، وكذا في ترجمة محمّد بن إسحاق بن يسار ۳ ، ومنافاة ذلك لذلك المعنى واضح . ۴
وعن بعضٍ إرجاع الضمير المرفوع إلى ابن عقدة والمجرورِ إلى الراوي ؛ لأنّ الشيخ ذكر في أوّل رجاله ـ وهو المختصّ بذكر هذه العبارة في الترجمة فيه دون فهرسته . وما ربّما يوجد في خلاصة الأقوال ، فإنّما أخذه منه ، وفي أصحاب الصادق عليه السلامدون غيره إلاّ أصحاب الباقر عليه السلامنادراً غايةَ الندرة ـ أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق عليه السلام وبلغ في ذلك الغاية قال رحمه الله : «إنّي أذكر ما ذكره وأُورد من بعد ذلك ما لم يذكره» . ۵ فالمراد من «أسند عنه» : أخبر عنه ابن عقدة .
وفي منتهى المقال بعد الحكاية : «وليس بذلك البعيد ، وربما يظهر منه وجه عدم وجوده إلاّ في كلام الشيخ ، وسببِ ذكره في الرجال دون الفهرست » . ۶
1.الرواشح السماويّة : ۵۶ ، الراشحة الرابعة عشر .
2.رجال الشيخ : ۱۶۳ / ۳۰ .
3.المصدر .
4.لأنّ قولهم «أسند عنه» لو كان معناه روى عن الإمام ، لم يحتج إلى «روى عنهما» «منه» .
5.منتهى المقال ۱ : ۷۶ و۷۲ .
6.المصدر ۱ : ۷۶ .