كعروض الحرارة للماء بتوسّط النار .
ويمكن جعله في الأوّل ما كان نفس الذات كافيةً في اقتضاء العروض ، أو كان الواسطة واسطة في الثبوت بمعنى كون محلّ العوارض هو الذاتَ بالذات بسبب تلك الواسطة ويجمعهما كون نفس الذات متّصفاً بذلك العرض مطلقاً كاتّصاف الممكن بالحاجة ، والإنسانِ بالتعجّب ، والضحكِ والحركة والإدراك والماء بالحرارة ونحوها .
وفي الثاني ۱ ما توقّف العروض على الواسطة مع كونها واسطة في العروض بمعنى كون الواسطة متّصفةً بالعرض بالذات وكون الذات متّصفة به بالعرض وبتبعيّتها ، كتوسّط السفينة في عروض الحركة للجالس ، وتوسّط البياض والحركة ـ مثلاً ـ في عروض الشدّة والسرعة للجسم .
ووجه تسمية كلّ من الأوائل بالذاتيّة والأواخر بالغريبة واضح .
ومقتضى التتبّع في العلوم ـ حيث نراهم يبحثون في كلّ علم من الأحوال اللاحقة للأنواع الواقعة تحت موضوعه والأصناف المندرجة تحت الأنواع وينصّون على أنّ الموضوع في مسائل الفنون إمّا أجزاء الموضوع أو جزئيّاته أو عوارضه الذاتيّة وهكذا ـ حقّيّةُ المناط الثالث ، إذ العوارض الخاصّة اللاحقة للجزئيّات ليست أعراضاً ذاتيّة بالمعنى الأوّل لنفس الموضوع ، وإلاّ لكان الكلّ مشترِكاً في ذلك العرض مع بداهة اختلافه فيه كما في الأحكام الخاصّه للاسم والفعل والحرف مع كون موضوع النحو هو الكلمة الجامعة بين الأقسام ، ولا بالمعنى الثاني لها ؛ لعدم كونها أعراضاً للذاتي الأعمّ أيضاً ، وإلاّ لزم الإشتراك أيضاً .
وكذا نراهم يبحثون في العلوم عن الأُمور العارضة لموضوعاتها بتوسّط أمر