ورواه مسلماً بالغاً قُبل ، كما اتّفق في جماعة من الصحابة خلا فاً لشذوذ في الأخير ، ولا عبرة به ، وكذا لا عبرة ۱ بتحديد السنّ ـ المسوِّغ للإسماع ـ بعشر سنين أو خمس أو أربع ؛ لاختلاف الناس في مراتب الفهم والتمييز ، فمن فهم الخطابَ وميّز ما يسمعه صحّ وإن كان دون خمس ، ومن لم يكن كذلك لم يصحّ وإن كان ابن خمسين .
وعن الفاضل تقيّ الدين الحسن بن داود أنّ صاحبه ورفيقه السيّدَ غياثَ الدين بن طاوس استقلّ بالكتابة واستغنى عن المعلّم وعمرُه أربع سنين . ۲ وقد حكي أمثال ذلك كثيراً .
وكذا لا يشترط في المرويّ عنه كونُه أكبرَ من الراوي نسباً ولا رتبة وقدراً وعلماً . وقد اتّفق ذلك كثيراً على ما حكى للصحابة فمَن دونهم .
الثاني : لتحمّل الحديث طرق سبعة :
أوّلها وأعلاها عند جمهور المحدّثين السماعُ من لفظ الشيخ سواء كان إملاء من حفظه أو كان تحديثَه من كتابه .
ووجه الأعلائيّة أنّ الشيخ أعرف بوجوه ضبط الحديث وتأديته ؛ ولأنّه خليفة رسول اللّه وسفيره إلى أُمّته والأخذ منه كالأخذ منه ؛ ولأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخبر الناس أوّلاً وأسمعهم ما جاء به ، والتقرير على ما جرى بحضرته أولى ؛ ولأنّ السامع أربطُ وأوعى قلباً ، وشغل القلب وتوزُّع البال إلى القارئ أسرعُ .
وبعض هذه الوجوه استحسان ، والدليل هو الذي يفيد الأضبطيّة ، وهو الأوّل والأخير ، ومقتضاه كون السامع المخاطب أقوى من السامع غير المخاطب من حضّار مجلس السماع .