يحيى ، وقد يقع ذلك القلب من العلماء بعضهم ببعض ؛ لامتحان الحفظ والضبط كما نقل اتّفاق ذلك لبعض العلماء ببغدادَ . ۱
ومنها : الموضوع ، وهو ما اختلقه وصنعه راويه لا مطلقُ حديث الكذوب ؛ فإنّ الكذوب قد يصدق .
وهو شرّ أقسام الضعيف ، ولا يحلّ روايته للعالم به إلاّ مبيّناً لحاله ، بخلاف غيره من الضعيف المحتمل للصدق .
[ كيفيّة التعرّف على الموضوع ]
ويُعرف الموضوع بإقرار واضعه ، بمعنى أنّه يُحكم عليه حينئذٍ بما يحكم على الموضوع في نفس الأمر ؛ لجواز كذبه في إقراره ، ففي مرحلة الظاهر يُحكم عليه بإقراره كما في المقرّ بالقتل والزنى ونحوهما ؛ فتدبّر ؛ وبركاكة ألفاظه ، وإنّما يقوم بالمعرفة من هذه الجهة مَن يكون اطّلاعه تامّاً ، وذهنه ثاقباً ، وفهمه على القرائن الدالّة على ذلك قويّاً ؛ وبالوقوف على غلطه ووضعه من غير تعمّد كما حكي وقوعه لثابت بن موسى الزاهد في حديث : «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار » فقيل : كان شيخ يحدّث في جماعة فدخل رجل حَسَنُ الوجه ، فقال الشيخ في أثناء حديثه : من كثرت صلاته إلخ ، فوقع لثابت بن موسى أنّه من الحديث فرواه . ۲
والواضعون أصناف :
منهم : من قصد به التقرّبَ إلى الملوك كما في غياث بن إبراهيم حين دخل على المهديّ بن منصور ، وكان يُعجبه الحمام الطّيّارة ، فروى عن النبيّ صلى الله عليه و آلهأنّه قال : لا سبق إلاّ في خفّ ، أو حافر أو نصل ، أو جناح ، فأمر له بعشْرة آلاف درهم ،