فتُدرِج روايتهم جميعاً على الإتّفاق في المتن في الثاني ، أو السند في الأوّل ، ولا يذكر الإختلاف .
قال في شرح الدراية : «وتعمُّد كلّ واحد من الأقسام الثلاثة حرام» ۱ ولعلّ وجهه الإغراء بالجهل والتدليس .
ومنها : المشهور ، وهو ما شاع عند أهل الحديث خاصّةً بأن نقله منهم رواة كثيرة ، أو عندهم وعند غيرهم كحديث : «إنّما الأعمال بالنيّات » ۲ ، أو عند غيرهم خاصّة ولا أصل له عندهم . وهو كثير على ما قيل .
وعن بعضٍ أنّ منها : «من آذى ذمّيّاً فأنا خصمه » ۳ ومنها : «للسائل حقّ وإن جاء على فرس » ۴ ومنها : «يوم نحركم يوم صومكم » ۵ ولعلّ المراد ـ على فرض كونه حديثاً ـ الإشارة إلى النسْ ء المتداول في الجاهليّة .
والظاهر من اللفظ ۶ عند الإطلاق هو المعنى الأوّل ، وهو المراد بالشهرة في الرواية المدلول عليه بقوله عليه السلام في المقبولة : «خذ بما اشتهر بين أصحابك » . ۷
ومنها : الغريب ، إمّا في المتن والإسناد معاً ، وهو المتن الواحد الذي تفرّد بروايته راوٍ واحدٌ أو سلسلة واحدة ، أو في الإسناد فقط كحديث يعرف متنه عن جماعة من الصحابة مثلاً إذا تفرّد واحد بروايته عن آخَرَ غيرهم ، أو في المتن فقط كما لو اشتهر الحديث المفرد فرواه عمّن تفرّد به جماعة كثيرة ؛ فإنّ إسناده متّصف بالغرابة في طرفه الأوّل وبالشهرة في طرفه الآخر ، فيصير المتن
1.الرعاية في علم الدراية : ۱۰۴ .
2.مرّ تخريج الحديث في ص؟؟؟ .
3.الجامع الصغير للسيوطي ۲ : ۵۴۷ / ۸۲۷۰ .
4.المصدر .
5.كشف الخفاء ۱ : ۱۴۴ .
6.أي لفظ «المشهور» .
7.عوالي اللآلي ۴ : ۱۳۳ / ۲۲۹ ؛ مستدرك الوسائل ۱۷ : ۳۰۳ / ۲ .