فإن علم أنّهم مشايخ الإجازة فيعرف الحال ممّا سبق في شرح العبارة ، وإلاّ فهي في غاية القوّة مع احتمال الصحّة لبعد الخلوّ عن الثقة . ورواية حمدويه عن أشياخه من قبيل الأوّل ؛ لأنّ من جملتهم العبيديَّ ۱ ، وهو ثقة .
ومنها : ذكر الجليل شخصاً مترضّياً أو مترحّماً عليه .
ودلالته على حسنه ـ بل وجلالتِه ـ ظاهرة ، بل يمكن دعوى دلالته على الوثاقة كما هو المستفاد منه في عرفنا .
ومنها : أن يروي عن رجل محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يكن من جملة ما استثنوه .
فإنّه من أمارة الإعتماد عليه ، وربما يكون أمارةَ الوثاقة ؛ فإنّ هذا الرجل قالوا في حقّه : ما عليه في نفسه طعنٌ في شيء إلاّ أنّ أصحابنا قالوا : إنّه كان يروي عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمّن أخذ .
وعن النجاشي : وكان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من روايته ما رواه عن جمعٍ يزيد على عشرين . ۲
وستعرف أنّ تضعيف القمّيّين وإن كان ممّا يُتأمّل في كونه قدحاً ـ وقد أشرنا إليه في الجملة ـ لكن عدم استثنائهم دالّ على كمال الوثاقة .
ومنها : أن يقول الثقة المعلوم : «حدّثني الثقة» ولم يبيّنه باسمه حتّى يتفحّص عنه .
وفي إفادته التوثيقَ المعتبر خلاف معروف وحصول الظنّ منه ظاهر . وتأَمَّل القائل بالاعتبار من باب الشهادة ، ووجهه واضح ؛ لكونها شهادةً على مجهول . وأمّا المعتبِر من باب الظنّ ، فوجه تأمّله أنّ الأصل هو العلم وعند تعذّره يكتفى بالظنّ الأقرب وهو الحاصل بعد الفحص كما أومأنا إليه في الاكتفاءبتصحيح الغير