وفيه تأمّل واضح ؛ لعدم دلالة اللفظ عليه . نعم يدلّ على المدح .
ومنها : قولهم : «بصير بالحديث والرواية» ، فإنّه من أسباب المدح .
ومنها : قولهم : « صاحب فلان» ، أي واحد من الأئمّة .
وفيه إشعار بالمدح ؛ لإشعار إظهار أهل الرجال ذلك بكونه ممّن يعتنى به ويعتدّ بشأنه .
وعن بعضٍ بأنّه يزيد على التوثيق .
ووهنه ظاهر ؛ فإنّ الظاهر من «الصاحب» أنّه أدرك صحبة الإمام ، وذلك أمر عامّ لا دلالة فيه على خصوص الحُسْن .
ومنها : قولهم : «مولى فلان» ، أي واحد منهم عليهم السلام .
وحاله كالسابق .
ومنها : قولهم : «فقيه من فقهائنا» .
وهو يفيد الجلالة بلا شبهة .
قال في التعليقة :
ويشير إلى الوثاقة ، والبعض ـ ولعلّ الأكثر ـ لا يعدّه من أمارتها ؛ إمّا لعدم الدلالة عنده ، أو لعدم نفع مثل تلك الدلالة ، وكلاهما ليس بشيء ، بل ربّما يكون أنفعَ من بعض توثيقاتهم ؛ فتأمّل . ^۱
وأنت خبير بوضوح عدم دلالة نفس اللفظ إلاّ على كونه إماميّاً فقيهاً .
نعم ، المدح بذلك يفيد أنّه ممّن يعتدّ بشأنه ؛ فتدبّر .
وأضعف منه بمراتبَ قولهم : «فقيه» .
ومنها : قولهم : «فاضل ديّن» ، وهو ممّا يفيد الإعتماد عليه .
والديّن أعمُّ من أن يكون في المذهب الحقّ أو في غيره كما يظهر من ترجمة

ويقرب من ذلك اعتمادُ ابن الغضائري أحمدَ بن الحسين بن عبيد اللّه ـ شريك النجاشي في القراءة ـ على أبيه : أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه ^۱ ، وعن المجمع أنّه شيخ الشيخ والنجاشي ^۲ ، وروايتُه عنه ؛ لشدّة احتياطه بحيث كان يطعن في كثير من الأجلّة .
ولعلّ الظاهر قصور هذا عن إفادة الوثاقة المصطلحة ؛ فتدبّر . نعم ، ظهوره في الوثاقة بالمعنى الأعمّ ممّا لا شبهة فيه .
ومنها : أن تكون رواياتها كلّها أو جلّها مقبولةً أو سديدة .
ومنها : وقوعه في سند حديثٍ اتّفق الكلّ أو الجلّ على صحّته ، بل أُخذ ذلك دليلَ الوثاقة كما في محمّد بن إسماعيل بَنْدِفر ؛ فإنّ المحكيّ عن الشهيد الثاني دعوى إطباق أصحابنا على الحكم بصحّة حديثه إلاّ ابن داود . ^۳
ومثله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز المعروف بابن عبدون الواقعُ في طبقة الشيخ والنجاشي ، فعن البلغة : أنّ المعروف بين أصحابنا عدّ حديثه في الصحيح . ^۴
والتحقيق أنّ العادّ إن كان من أهل الإصطلاح الجديد ، وكان جملةً كثيرة منهم ، حصل الظنّ القويّ بالوثاقة المصطلحة ، وإلاّ فالوثاقة بالمعنى الأعمّ .
ومنها : قولهم : «معتمد الكتاب» ، وربما جُعل ذلك مقامَ التوثيق من أصحابنا كما عن صاحب الرجال الكبير في حفص بن غياث ^۵ . ^۶