وقال أبو عمرو الكشّي في ترجمته :
ذكر حمدويه عن محمّد بن عيسى : أنّ ثعلبة بن ميمون ، مولى محمّد بن قيس الأنصاري ، وهو ثقة خيّر فاضل مقدّم معدود ۱ في العلماء والفقهاء الأجلّة من هذه العصابة . ۲
قلت : والذي عهدناه من سيرة الكشّي وسنّته في كتابه أنّه لايورد «الثقة» و«العلم» و«الفضل» و«التقدّم في أجلّة فقهاء العصابة وعلمائها» إلاّ فيمن يحكم بتصحيح مايصحّ عنه .
وبالجملة : في تضاعيف تتبّع فهارس الأصحاب ، وطرقهم وأُصولهم وجوامعهم ، واستقصاء أحوال طبقات الأسانيد ، ومراتبها ودرجاتها يستبين استصحاح ما صحّ عن ثعلبة ، كأُولئك المعدودين ، فيبلغ مَن يقال بتصحيح ما يصحّ عنه ، ويعبّر عمّا صحّ عنه إذا رواه عن غير معروف الحال بالصحّي ، على ما قد عقدنا الاصطلاح عليه اثنين وعشرين ، بل ثلاثةً وعشرين ، ومع ذلك فإنّ رهطاً من أهل هذا العصر مهما وجدوا طريقاً صحيحاً حقيقيّاً فيه أبو إسحاق ثعلبة ، أشكل عليهم الأمرُ ، وضاق عليهم المُنْتَدَح ، ۳ وجعلوه حسناً غير صحيح ؛ لكون أبي إسحاق ممدوحاً غير موثّق بالتصريح في خلاصة العلاّمة ۴ وكتاب تقيّ الدين الحسن بن داود ، ۵ فليُسْبَر ۶ تفاوت ما بين الأمرين وبُعدُ ما بين المنزلتين ، ثمّ ليتدبّر .
1.في حاشية «ب» : «في أكثر النسخ : معلوم» .
2.اختيار معرفة الرجال : ۴۱۲ / ۷۷۶ .
3.في حاشية «ج» : «المنتدح أي المكان الواسع» . كما في الصحاح۱ : ۴۰۹ ، (ن . د . ح) .
4.خلاصة الأقول : ۸۶ / ۱۸۱ .
5.رجال ابن داود : ۷۸ / ۲۸۲ .
6.في حاشية «أ» : «سبرت الجرح أسبره: إذا نظرت غوره، والمسبار: ما يسبر به الجرح، وكلّ أمر رُزْته فقد سبرته واستبرته». كما في لسان العرب ۴: ۳۴۰ ، (س . ب . ر).