فلذلك آثرنا هذا الاصطلاح ، وهو الذي يقتضيه مشرب الفحص والتحقيق ؛ إذ لوصِيرَ إلى الإطلاق الأكثري ، وسِير على الاصطلاح الأشهري ، لزم إمّا إهمال هذا القسم ، أو تجشّم اعتمالٍ مستغنىً عنه في التسمية بإحداث اسمٍ آخَرَ يوضع له غيرِ تلك الأسماء ؛ فإنّه قسم آخَرُ برأسه ، مباين لتلك الأقسام ، فلا يصحّ إدراجه في أحدها ، ولا هو بشاذِّ الحصول ، نادرِ التحقّق حتّى يسوغَ إسقاطُه من الاعتبار رأساً ، بل إنّه متكرّر الوجود ، متكثّر الوقوع جدّاً مثل : مسكين السمّان ، ونوح بن درّاج ، وناجية بن عَمارة الصَيداوي ، وأحمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، والحكم بن مسكين ، وأضرابهم وأترابهم ، وهم كثيرون .
ثمّ إنّ شيخنا الشهيد ـ قدّس اللّه نفسه الزكيّة ـ في الذكرى بعد إيراد الموثّق وذِكْر إطلاق اسم القويّ عليه قال :
وقد يراد بالقويّ مرويُّ الإمامي غيرِ المذموم ولا الممدوح ، أو مرويُّ المشهور في التقدّم غيرُ الموثّق . ۱
يعني به المشهورَ في التقدّم ۲ غيرَ الموثّق ولا الإمامي فيكون هذا القسم بالنسبة إلى الموثّق كالحسن بالنسبة إلى الصحيح . وفي عدّة نسخ معوّل على صحّتها مكانَ «غير الموثّق» «عن الموثّق» وعلى هذه النسخة فالمشهور بالتقدّم يُعنى به الإمامي المشهور تقدّماً .
قلت : إن كان المشهور في التقدّم ممّن نقل أحد من أئمّة التوثيق والتوهين إجماعَ العصابة على تصحيح ما يصحُّ عنه ۳ فمرويُّه عن الموثّق مُدرَجٌ في الصحيح ـ على ما سنُطْلعك عليه إن شاء اللّه العزيز ـ وإلاّ فذلك يندرج في الموثّق وإن كان هو