53
الرواشح السماوية

قوله رحمه الله : (التهجّم على القول بما لايعلمون) . ۱
تفعّلٌ من الهجوم وهو الإتيان بغتةً ، والدخول من غير استيذان . وفي بعض النسخ بالعين مكان الهاء من العُجمة ـ بالضمّ والتسكين ـ وهي اللكنة في اللسان ، وعدم القدرة على الكلام ، وعدم الإفصاح بالعربيّة . و«الأعجم» : الذي لايُفصح ، ولايُبيّن كلامه وإن كان عربيّا . واستعجم عليه الكلامُ : استبهم ، وكلّ من لم يُفصح بشيء فقد أعجمه ، وكلّ من لايقدر على الكلام الفصيح البيّن فهو أعجمُ ومستعجِم ، ومؤنّثه العَجْماء ، وقد غلبت على البهيمة غلبةَ الدابّة على الفرس . وفي الحديث : «صلاةُ النَهار عجماء» ، ۲ أي لايُجهر فيها ، فلا تُسمع قراءةٌ .
قوله رحمه الله : (وتوازرهم) .
«الوزر» : الحمل والثقل ، وأكثر ما يطلق في الكتاب والسنّة على الذنب والإثم ، ومنه في التنزيل الكريم : « وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى » . ۳ يقال : وزر يزر فهو وازر : إذا حمل ما يُثقل ظَهره من الأشياء الثقيلة ومن الذنوب ، وجمعه الأوزار ، ومنه الحديث : «وضَعت الحرب أوزارها» ۴ أي انقضى أمرها ، وخفّت أثقالهم ، فلم يبق قتال .
و«الوزير» ـ وجمعه الوزراء ـ : هو الذي يوازر الأمير ، فيحمل عنه ما حمله من الأثقال ، والذي يلتجئ الأمير إلى رأيه وتدبيره ، فهو ملجأ له ومفزع .
قوله رحمه الله : (أن يأرز) .
«أرَز» ـ بالراء بين الهمزة والزاي ـ : تقبَّضَ مِن بخله ، يقال : أرز فلان يأرِز

1.في الكافي المطبوع في بيروت الطبعة الرابعة بتحقيق عليّ أكبر الغفّاري قوله : «التهجّم على القول بما لايعلمون» مقدّم على قوله : «من ملمّات الظلم ومغشّيات البُهم» .

2.لم نعثر عليه في مجاميعنا الروائيّة ، ولكن رواه الشهيد في ذكرى الشيعة ۳ : ۳۵۱ . ورواه الصدوق عن الحسن عليه السلامفي معاني الأخبار : ۳۰۳ ، باب معنى الجُبار .

3.الأنعام (۶) : ۱۶۴ ، الإسراء (۱۷) : ۱۵ .

4.كتاب الخصال : ۴۴۰ ، باب العشرة ، ح ۳۳ .


الرواشح السماوية
52

قلت : و هذا من قبيل المشترك لا من المنقول حتّى يتّجه أن يقال : هلاّ اعتبرتَ الوصفيّة الأصليّة فلم تصرفه أصلاً ؛ إذ إنّما اعتبارها في المنقول لا في المشترك . ثمّ من تضاعيف هذا الباب ما يقال مثلاً : صمت رمضانا من الرمضانات ، ولقيت أحمدا من الأحمدَيْن .
قوله رحمه الله : (يَدينُ بهَدْيهم العباد) .
«الهدي» ـ بفتح الهاء وكسرها ، وتسكين الدال المهملة ـ : السيرة والطريقة على قول النهاية ۱ وفاقا للصحاح . ۲ وقال في المغرب : «السيرة السويّة» . ۳ ويدين بسيرتهم السويّة أي يتّخذها دينا وشريعة ومنهاجا .
وقوله رحمه الله : (يستهلّ بنورهم البلاد) .
كأنّه يعني به «يستنير» استعمالاً للاستهلال في معنى التهلّل . ولم يقع إليّ ذلك من أئمّة اللسان . يقال : تهلّل وجهه أي تلألأ واستنار ، وظهر عليه أمارات البهجة والسرور .
قوله رحمه الله : (من ملمّات الظُلَم ومُغشيات البُهَم) .
«الملمّة» : النازلة من نوازل الدنيا ،و«الإلمام» : النزول ، وقد «ألمّت به» أي نزلت . و«الظلم» ـ جمع الظُلْمة ـ : خلاف النور ، وضمّ اللام ۴ أيضا لغةٌ فيها . و«المغشيات» على صيغة الفاعل من غشيه غِشْيانا أي جاءه واعتراه ، وأغشاه غيرُه إيّاه .
و«البُهَم» ـ جمع بُهيمة بالضمّ كحُذيفة وحُزيمة ـ وهي مشكلات الأُمور ومعضِلات المسائل قاله في النهاية . ۵

1.النهاية في غريب الحديث والأثر ۵ : ۲۵۳ ، (ه . د . ى) .

2.الصحاح ۴ : ۲۵۳۳ ، (ه . د . ى) .

3.المغرب : ۵۰۱ ، (ه . د . ى) .

4.أي لام الظلمة لا الظلم .

5.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۱۶۸ ، (ب . ه . م) . واعلم أنّ ما نقله عن النهاية مضافا إلى عدم صحّته في نفسه غير مطابق للموجود في النهاية وما فيه : «البُهَم جمع البُهْمة ، وهي مشكلات الأُمور» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2135
صفحه از 360
پرینت  ارسال به