وأُولاتُ العُهَد ۱ والاستعدادات .
وأمّا الجواهر الثابتة القدسيّة المنزّهة عن عوارض المادّة رأسا ، وعن القوّة الاستعداديّة مطلقا ، فلايتصحّح ولا يتصوّر بالقياس إليها تعاقبُ الإضافات العارضة لذواتها ، وإن كان تبدّل الإضافات المحضة وتغيّرها غيرَ مستوجب تبدّلاً في ذات الموضوع ، ولا تغيّرا في شيء من جهات ذاته وصفاته الحقيقيّة أصلاً ، وإذا كان الأمر في المبدَعات الباطلة الذوات في حدّ أنفسها على هذا السبيل ، فما قولك في المبدِع الحقّ من كلّ جهة جلّ قدسه وعزّ مجده؟
قوله : (احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور) .
«حجابٍ محجوب» و «سترٍ مستور» إمّا من باب : «حجابا مستورا» أي حجابا على حجاب ، بناءً على أنّ أقصى مراتب شدّة الاحتجاب ـ لو كان من تلقاء حجاب ـ كان لامحالة بحجاب على حجاب ، فنفي ذلك على قوانين البُلغاء وسنّة البلاغة لايكون ذا نضارة إلاّ بنفي حجاب على حجاب كما أمْر « وَ مَا رَبُّكَ بِظَـلَّـمٍ لِّلْعَبِيدِ » . ۲ أو من باب النعت بوصف الجار ، والوصف بحال المتعلّق ، أو من باب التوصيف بالغاية المترتّبة .
وأمّا أن يؤخذ على قياس : «صيفٌ صائفٌ» و «دهر داهر» و «بون بائن» فغير مغنٍ عن الالتحاق ببعض تلك الأبواب ، لمكان صيغة المفعول .
قولهُ : (عُرف بغير رويّة) .
قد تقرّر في العلوم العقليّة أنّ كلّ ما لاسبب ولا جزء له لايمكن عرفانه بطريق