و«التكوين» : الإيجاد مع سبق المادّة والمدّة جميعا سبقا بالزمان ، فهو مختصّ بالحوادث الزمانيّة لاغير .
وربما يقال : ۱ «الإبداع» يقال بالاشتراك على إيجادٍ لا يكون مسبوقا بزمان ، وهو مقابل للإحداث ، وعلى ما يقابل التكوين والإحداث معا ؛ فإنّ الإيجاد إمّا أن يكون مسبوقا بمادّة أو زمان أولا ، فإن لم يكن مسبوقا فهو «الإبداع» وإن كان ، فإن كان مسبوقا بزمان ، فهو «الإحداث» وإلاّ ۲ فهو «التكوين» .
ف «الإحداث» : إيجادٌ مسبوقٌ بمادّة وزمان كالأجسام المحدَثة .
و«التكوين» : إيجادٌ مسبوق بمادّة دون زمان كالأفلاك ، وليس هناك قسم آخَرُ ، وهو إيجاد مسبوق بزمان دون مادّة ؛ لأنّ كلّ محدَث زماني فهو مسبوق بمادّة ومدّة .
وتارة أُخرى يحقَّق الفحصُ ويدقَّق التأمّل ، ويُبنى على سلوك سبيل ۳ الحكمة الحقّة السويّة ، فيقال : الجعل والتأثير إحداث في الدهر ، وهو إمّا «الإبداع» أو «الاختراع» وإحداث في الزمان وهو التكوين .
ف «الإبداع» ـ وهو أفضل الضروب ـ : تأييس مطلق عن ليسٍ مطلق ، يسبق الأيسَ في متن الواقع سبقا دهريّا ، وفي لحاظ العقل سبقا بالذات من دون مسبوقيّة بمادّة أو مدّة أصلاً .
ثمّ أفضل ما يسمّى مبدَعا ما لم يكن بواسطة عن جاعله الحقّ الأوّل مطلقا ماديّةً كانت أو فاعليّة أو غير ذلك .
و«الاختراع» : إخراج من كتم العدم الصريح الدهري السابق سبقا بالدهر من
1.في حواشي النسخ : «قاله صاحب المحاكمات . (منه مدّ ظلّه العالي)» .
2.أي إن لم يكن مسبوقا بزمان بل مسبوقا بمادّة وحدَها .
3.في حواشي النسخ : «وهو أنّ ما سوى اللّه سبحانه على الإطلاق حوادثُ دهريّة مسبوقة بالعدم الصريح غير الزماني في الواقع كما أنّها حادثات ذاتيّة مسبوقة بالليس البسيط سبقا بالذات في لحاظ العقل ، ثمّ الكائنات منها موصوفة بالحدوث الزماني أيضا ؛ لكونها حادثةَ الوجود في الزمان بعد العدم المستمرّ الزماني . (منه مدّ ظلّه العالي)» .