العالمين» فذهب مسلم إلى المفهوم وأخطأ . ۱ وإنّما معنى الحديث : أنّهم كانوا يفتتحون بسورة الحمدُللّه ربّ العالمين .
ومن طريق الأصحاب ما ورد في مضمرة عليّ بن الحسين بن عبد ربّه ، الدالّة على كراهة الاستنجاء ولو باليد اليسرى إذا كان فيها خاتم ، والفصّ من حجر زمزم ۲ وهو من المعلّل في المتن .
والصحيح ـ على ما قال شيخنا الشهيد في الذكرى ، وفي نسخة بالكافي للكليني رحمه اللّه تعالى ـ إيرادُ هذه الرواية بلفظ : «من حجارة زمرّذ» . قال : «وسمعناه مذاكرة» . ۳
قلت : وما في بعض أقاويل المتأخّرين من تسمية هذه الرواية المضمرة مقطوعةً ، ليس بمستقيم ؛ فإنّها موصولة ومضمرة كما هو المستبين .
و«الزمرّذ» ـ بضمّ الزاي والميم وفتح الراء المشدّدة وإعجام الذال أخيرا ـ معرّب «زمرّد» بتشديد الراء المضمومة بعد المضمومتين وقبل الدال المهملة .
قال في المغرب : «الزمرّذ ـ بالضمّ وبالذال المعجمة ـ معروف» . ۴
وعن بعض الثقات : «الزمرّد بضمّات ثلاث» .
وفي القاموس : «الزُمُرُّذ ـ بالضمّات وشدّ الراء ـ : الزبرجد ، معرّب» . ۵
قلت : وكان فتح الراء للتعريب أوفقَ ، وأنّه معرّب الزمرّد لا الزبرجد ، وهما نوعان لا نوع واحد .
ومن ضروب «العلّة في المتن» فقط كون الحديث مضطربَ المتن ، دون
1.راجع مقدّمة ابن الصلاح : ۷۲ ـ ۷۳ .
2.سيأتي.
3.ذكرى الشيعة ۱ : ۱۶۷ .
4.المغرب : ۲۰۹ ، (ز . م . ر . ذ) .
5.القاموس المحيط ۱ : ۳۶۷ ، (ز . م . ر . ذ) .