25
الرواشح السماوية

رُوائها ، فطفقتْ ألسن أفئدتهم تُلحّ عليَّ بالاقتراح ، وأخذتْ ألسنة مسألتهم تقترح عليّ بالإلحاف في الالتحاح ، وكلَّما أبيتُ إلاّ المدافعة ، أبَوْا إلاّ المراجعة ، وحيث أعيتني التعاذير ، وعيّتْ بي المعاذير ، فبإذن اللّه سبحانه أجبتهم إلى مقترَحهم ، ونهجت بهم السبيلَ إلى صرحة ۱ الحقّ من مطّرحهم ، ۲ وشرحت المشكلات ، وأزحت المعضِلات ، وفككت العُقَد ، وهتكت الأستار ، وجلّيت الخرائد ، ۳ وبُحت ۴ بالأسرار في تعليقاتٍ أوانَ المُدارَسة تجري مجرى الحواشي ، ومعلّقاتٍ تستكشط ۵ عن مُحيّا الحقيقةِ الغواشيَ ، فانتشرتْ في الأقطاع ، واشتهرت في الأصقاع ، فعبّت ۶ من مشاربها العَطْشى الشارفون ۷ عبّا ، واستحبّتها الراضة العارفون حبّا ، ولقد وقعتْ إلى أفاخم العلماء ، وأكارم الفضلاء فآنقْتهم إيناقا ، وأشرقت على مطارح أنظارهم إشراقا ، فتلمّسوا ۸ منّي ـ بل أشاروا إليّ أن أجمعها جمعا وتدوينا ، وأنظمها نظما

1.في حاشية «أ» : «صرحة الدار : عرصتها ، والصرحة : المتن من الأرض» . كما في لسان العرب ۲ : ۵۱۱ ، (ص . ر . ح) .

2.في حاشية «أ» : «مطّرحهم ـ بتشديد الطاء وفتح الراء ـ : اسم مكان من الاطّراح ، وطرحت الشيء أي رميته ، واطّرحه أي أبعده ، والمطّرح المكان البعيد» . كما في القاموس المحيط ۱ : ۲۳۷ ، ولسان العرب ۲ : ۵۲۸ ـ ۵۲۹ ، (ط . ر . ح) .

3.في حاشية «أ» : «الخريدة من النساء : الحييّة ، ولؤلؤة خريدة لم تثقب ، وكلّ عَذراءَ خريدةٌ» . كما في لسان العرب ۳ : ۱۶۲ ، (خ . ر . د) .

4.في حاشية «أ» : «باح أي ظهر وأظهر» . كما في لسان العرب ۲ : ۴۱۶ ، (ب . و . ح).

5.في حاشية «أ» : «كشطت الغطاء عن الشيء : إذا كشفته عنه». كما في لسان العرب ۷ : ۳۸۷ ، (ك . ش . ط).

6.في حاشية «أ» : «العبّ : شرب الماء من غير مصٍّ ، والعُباب : كثرة الماء ومعظمه وارتفاعه». كما في لسان العرب ۱ : ۵۷۲ ـ ۵۷۳ ، (ع . ب . ب).

7.في حاشية «أ» : «الشارف : المسنّة من النوق ، وسهم شارف : إذا وصف بالعُتق والقِدم» . كما في لسان العرب ۹ : ۱۷۳ ، (ش . ر . ف) .

8.في حاشية «أ» : «التلمّس : التطلّب مرّة بعد أُخرى» . كما في لسان العرب ۶ : ۲۰۹ ، (ل . م . س) .


الرواشح السماوية
24

قدسيّة ، دَعّاءً ، أوّاها ، مِدْماعا ، مِضراعا ، لحقوق بارئه مِذكارا ، ومن ذِكر ربّه والتبتّل إليه والتولّع بأسمائه الحسنى مِكثارا ، في رحمة اللّه طَموعا ، وبالوَلوع ۱ بقرب الحبيب وَلوعا ، بمجامع أشواقه في سبيل العرفان شَعُوفا ، وبشراشره وأرواقه على سدُّة الإخلاص عَكوفا ، وقلَّما يتّفق سماح الزمان للمرء باستجماع ذلك ، ويعزّ ويندر أن يكون الرجل مُيَسَّرا لسلوك تلك المسالك .
وإذ ربّي العظيم ـ عزّ مجده ، وجلّ سلطانه ـ قد خصّني بفضله ، وحفّني بَطوْله ، ففُوقُ فيوض تلك السُحُب المَطيرة ، والمنن الكبيرة ، و وموضُ تلك الأضواء البارقة ، والأنوار الشارقة يسّرني لشرح صدر الحكمة ، وطبخ نِيِّها ، ولَمِّ شعث المعرفة ، ودفاع شرّ العِيِ عنها .
وظنّ المتعطّشون ـ المتولّعون ، أُولو أكباد ظامئة ، وأدماع حامئة ، وذووا مُهج من اللَوْعة في وامئة ، ۲ وقلوبٍ بين يدي الالتياع جاثية ، وهم عصابة جَمّة ، وعُصبَة كالحَمَّة ، ۳ قد جمعتهم الصحابة الرُوْعيّة ، والقرابة المعنويّة ـ أنّ بُغْيتهم المبتغاةَ ، واُمنيّتهم المتوخّاةَ مرتبةٌ أنا ابن بَجدتها ، ۴ وعامرُ بلدتها ، وحامل لوائها ، وعامل

1.في حواشي النسخ : «الوَلوع : مصدر وَلِعْتُ بالشيء أولَع ولعا وولوعا ، والولوع في «ولوعا» فَعول من أبنية المبالغة ، وكلاهما بفتح «الواو» المصدر والاسم جميعا كما [ أنّ ] القبول أيضا كذلك . (منه مدّ ظلّه العالي)» . انظر لسان العرب ۸ : ۴۱۰ ، (و . ل . ع) .

2.في حاشية «أ» : «وقع في وامئة ، أي في غواية وداهية» . كما في القاموس المحيط ۱ : ۳۳ ، (و . م . أ) .

3.في حواشي النسخ : «الحمّة : أي كالعين النابعة الحارّة ، ومنه الحديث : «العالم كالحمّة» . يعني : كعينِ ماءٍ حارٍّ يُستشفى بها الأعلاّءُ والمرضى . (منه مدّ ظلّه العالي)» . كما في النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۴۵ ، (ح . م . م) .

4.في حواشي النسخ : «البجدة ـ بالفتح وبضمّة وبضمّتين ـ : الأصل ، ودِخْلة الأمر وباطنه ، يقال للعالم بالشيء ، المُتقِنِ له ، وللدليل الهادي : هو ابن بجدتها ، وعنده بجدة ذلك أي علمه . (منه مدّ ظلّه العالي)» . كما في القاموس المحيط ۱ : ۲۷۵ ، (ب . ج . د) .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2382
صفحه از 360
پرینت  ارسال به